ثم تعاقب عليها الامراء الايوبيون (567 - 658 ه ): اعطاها صلاح الدين لولده الافضل على، وبعد وفاه صلاح الدين واستيلاء اخيه العادل انتزعها من الافضل واعطاها لابنه الاشرف، ثم صارت للناصر اخى الاشرف، ثم انتزعها منه اخوه الكامل لنفسه، وفى مده ولايه الاشرف غزاها كيقباذ السلجوقى ملك بلاد الروم سنه 631 ه وبقيت تحت الاحتلال حتى استعادها الكامل سنه 633 ه.
وجاء عهد الاجتياح المغولى وسقطت دار السلام (بغداد) في سنه 656 ه ، وتبعتها نواحى العراق لا سيما الموصل.
وحران بوابه الشام من جانب الموصل، فكانت على الدوام عرضه لاجتياح التتار الذين كانوا يدخلونها فيقتلون من صادفهم من اهلها ويخربون ما وقعت عليه ايديهم، وينهبون ما عطفت عليه اعينهم،ثم يتركونها قاصدين المدن الداخليه الكبرى كحلب وحماه وحمص ودمشق.
وفى كل مره غزا المغول مدن الشام كانت حران ضحيتهم الاولى، فذاقت اشد البلاء في سنين عجاف شهدت الى جانب استفحال التتار تدهور الدوله الايوبيه وانقراضها، ثم نشوء دوله المماليك في مصر (648 ه ) ثم في الشام (658ه ) لتعود حران حره بيد المماليك مره، ومغلوبه بيد التتار اخرى، مما اضطر غالب سكانها الى هجرها والفرار الى مدن اكثر امانا، ومن بين الفارين كان شيخ حران عبدالحليم بن تيميه، فر بعياله في سنه 667 ه قاصدا دمشق.
هذا هو حال حران، مدينه لم تعرف طعم الامان الا سنين متقطعه، تكون بعدها عرضه لاجتياح جديد!.
وكانت هذه المدينه احدى محطات ابن جبير الرحاله سنه 580 ه ، فوصف اجواءها وطبيعتها بعبارته المسجوعه، فقال: بلد لا حسن لديه، ولا ظل يتوسط برديه ، فلا يالف البرد ماوه، ولا تزال تتقد بلفح الهجير ساحاته وارجاوه، ولا تجد فيها مقيلا، ولا تتنفس فيها الا نفسا ثقيلا، قد نبذ بالعراء، ووضع في وسط الصحراء، فعدم رونق الحضاره، وتعرت اعطافه من ملابس النضاره!.
Shafi 7