Ibn Taymiyya Rayuwarsa
ابن تيمية حياته عقائده
Nau'ikan
فقد ذكر من قدمائهم القائلين بالجسم هشام بن الحكم لا غير، ولكنه سرعان ما عاد فنزهه من القول بالتجسيم والتشبيه حين احتاج الى ذلك، فقال: لفظ الجسم في اصطلاح اهل الكلام اعم من المعروف عند العرب، وبينهم نزاع في ما يسمى جسما، هل هو مركب من الجواهر المنفرده، او هو مركب من الماده والصوره، او ليس مركب لا من هذا ولا من هذا، كما يقوله اكثر الناس، وهو قول الهشاميه والكراميه.
وقال: ومن قال انه جسم كهشام بن الحكم وابن كرام، يقولون: ان حقيقه الله تعالى ليست كشى ء من الحقائق، فهم ايضا ينكرون التشبيه.
وهو في غير موضع يقول : ان اول من خالف التجسيم من الشيعه وتكلم في التوحيد: الشيخ المفيد (413 ه) ثم المرتضى (436 ه) والطوسى (460 ه). ففى هذا خطا فاحش. فقبل هذا بكثير كان كلام ائمه اهل البيت (ع) في التوحيد هو المحفوظ عندهم. وقد جمع الكثير منه الشيخ الصدوق (381 ه) في كتاب اسماه (كتاب التوحيد)، كما جمع كثيرا من كلام الامام الرضا (ع) في التوحيد والصفات في كتابه (عيون اخبار الرضا)، وقبله صنف الكلينى (328 ه) كتاب التوحيد، ثانى ابواب (الكافى)، وقبلهم كان ابو اسحاق النوبختى من اعلام القرن الثالث، الذى كتب (الياقوت في علم الكلام)، وللعلامه ابن المطهر شرح لهذا الكتاب مطبوع واسمه (انوار الملكوت في شرح الياقوت)، وغير هذا من الكتب المفقوده والمذكوره اسماوها في فهرس ابن النديم ورجال النجاشى، كلها غابت عن الشيخ ابن تيميه.
ويزيد في الامر غرابه ان المستشرق هنرى كوربن يقول: ان ابا اسحاق النوبختى هو اول من نظم الفلسفه الاسلاميه في كتابه (الياقوت).
Shafi 121