ووجه الهدى من خزيهم يتهلل
وأوعزت للأقطار بالبحث عنهم
وعن كتبهم، والسعي في ذاك أجمل
وقد كان للسيف اشتياق إليهم
ولكن مقام الخزي للناس أقتل
وآثرت درء الحد عنهم بشبهة
لظاهر إسلام، وحكمك أعدل
وله - أي لابن جبير - في الفيلسوف المنكوب فترة قليلة غير ذلك مما يطول إيراده، كما يقول الأنصاري.
ونظن أن من السهل أن نتمثل حال هذا الشاعر وغيره من الذين ظاهروا على أبي الوليد في محنته. وقد فاء المنصور إلى نفسه ورجع في فيلسوفنا إلى جميل رأيه فيه، فعفا عنه وقربه بعد قليل من هذه المحنة!
تلك هي نكبة ابن رشد ومظاهرها، وما تقدم هو جماع ما ذكره مؤرخو المغرب والأندلس من أسبابها. فهل هي الأسباب الحقيقية التي تكفي لتفسير هذه النكبة وإيضاح عواملها؟ أو هناك سبب آخر أهم من تلك الأسباب جميعا يجب أن يعتبر أو يضاف إليها؟
Shafi da ba'a sani ba