Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa
ابن الرومي: حياته من شعره
Nau'ikan
رأيت الدهر يرفع كل وغد
وبخفض كل ذي زنة شريفة
كذاك البحر يرسب فيه در
ولا تنفك تطفو فيه جيفة!
وكرر هذا المعنى في معارض شتى على قواف مختلفة؛ لأنه سكن إليه ووجد فيه عزاءه ولو إلى حين.
وينبغي أن نذكر هنا شيئا لا بد من ذكره في هذا المقام؛ لأنه لازم لإدراك حقيقة الغضب الذي كان يستولي على نفس الشاعر المحروم إذا أجاد المديح ولم يظفر بالعطاء؛ فقد كان حق الشاعر في العطاء معترفا به يقبله الأمراء والوزراء، ويقره العرف، وتجري عليه القدوة، فنحن لا نعرف اليوم ذلك الحق للشاعر، ولا نستطيع لهذا أن ندرك غضبه وأسفه إذا حرم وتوالى عليه الحرمان. أما في عهد ابن الرومي، فغضبه من المنع وأسفه على فوات الربح من هذه المقاصد أمر لا غرابة فيه ولا اعتراض عليه، فالحكم عليه إنما يكون بمقياس أيامه لا بمقياس أيامنا التي لا يجب فيها البذل على ممدوح، ولا يجوز فيها الهجاء لشاعر محروم.
ومما ضاعف الاستخفاف بابن الرومي أنه كان متطيرا غريب الأطوار لا يأخذه الناس مأخذ الجد، ولا يزال المعربدون منهم يتعمدونه بالعبث، ويتماجنون عليه؛ لشدة فرقه وانزعاجه من الفأل السيئ.
يضحك من كل ما بكيت له
كأن لذاته بآلامي
وكان بعضهم يصبحه بقرع بابه، فإذا سأله: من الطارق؟ قال: مرة بن حنظلة! فيمكث في بيته لا يريم عنه سحابة يومه! وكانوا يسوقون إليه رجلا أحدب كريه الرؤية يقابله بوجهه إذا خرج من منزله؛ فيرتد على عقبه! وكانوا يجورون عليه بالعبث، فيتوعد فلا يحفلون، فيهجو ولكن بعد مصابرة وإعتاب، وكم قال لابن عروس:
Shafi da ba'a sani ba