Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa
ابن الرومي: حياته من شعره
Nau'ikan
لأن لفظة «سكان» إذا قلبت
حروفها «ناكس» لا شك في ذاكا
وإن عقلا كهذا العقل المطبوع على سرعة التنقل بين المعاني والألفاظ، وما يتفرع عليها ويتسلسل منها ليس بالغريب أن يهتدي إلى مكامن الطيرة والشؤم في كل معنى، وكل كلمة، ولا سيما إذا رانت على نفسه الخيبة، وقدر الفشل في كل خطوة، واقترن ذلك بالإحساس المتوفز المتربص الذي لا تضبطه عزيمة، ولا تحكمه صرامة في الفطرة.
وتداعي الخواطر بهذه السرعة من الحالات التي تتقارب فيها العبقرية والجنون، كما تقدم في الكلام على مزاج الشاعر، فيثب العبقري في لمحة عين من المعنى إلى شبيهه أو نقيضه ، ويصل بين القطبين البعيدين بسلسلة من المشابهات والمناقضات دقيقة الحلقات لا يتبينها الناظر إلا بعد التوضيح والجهد الجهيد في التنبه لمداخلها، وتعقب أوصالها، والجري معها جريا يتعبه ولا يسره لأول وهلة. وتسمع المجنون يتكلم فإذا هو يخلط ويأتي بالمفارقات، ولكنه في داخل ذهنه يجمع بينها بمناسبات تقرب منها ما نأى، وتؤلف ما تبعثر، غير أن الجنون عقيم منبت والعبقرية مثمرة نافذة، وهذا هو الفرق الكبير بين الشذوذين المتناقضين؛ أي بين أسمى ما يرتقي إليه الذهن وأوضع ما ينحدر إليه.
وإليك مثلا هذه الأبيات التي قالها ابن الرومي في هجاء ابن طالب الكاتب:
أزيرق مشئوم أحيمر قاشر
لأصحابه، نحس على القوم ثاقب
وهل أشبه المريخ إلا وفعله
لفعل نذير السوء شبه مقارب
وهل يتمارى الناس في شؤم كاتب
Shafi da ba'a sani ba