Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa
ابن الرومي: حياته من شعره
Nau'ikan
حضضت على حطبي لناري فلا تدع
لك الخير تخويفي شرور المحاطب ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
أيعزب عنك الرأي في أن تثيبني
مقيما مصونا من عناء المطالب
وما هي بعد إلا دعوة فيما نظن لم يكن بالمنظور أن تتكرر، إذ قل في الولاة من كان يعنى بشأنه وشأن رزقه في حالي شبابه ومشيبه، وقل فيهم من كان يرعى حقه ويخلص في مودته.
وربما اغتر هو ببعض المجاملة منهم، وخيل لنفسه حقا عندهم، فتشفع إليهم في أتباعهم كما تشفع لمهندس القاسم الأسير المغضوب عليه «وما ضيف بأضعف من أسير»، أو كما تشفع لكتابه الذين «أضحوا وهم أسوأ الكتاب أحوالا»، أو كما تشفع فيما هو أكبر وأجل، وهو شكاية الحسن بن عبيد الله إلى أبيه من تقديم أخيه القاسم عليه، وترشيحه لعظيم المراتب دونه، إلا أنه شفاعات لا نعرف ماذا أوجبها على ابن الرومي، ولا نعرف ماذا كان مصيرها عند المشفوع لديهم، فهي إن دلت على شيء قاطع، فإنما تدل على أن قوما ذوي حوائج كانوا يقصدون فيها من يقبل تبليغها، ويأنسون من ابن الرومي تلبية لا يأنسونها في صحابة الأمراء غيره، وربما أغراهم به سذاجة طبعه وسرعة استمالته، ولا سيما في وساطة الحسن عند أبيه، والتماسه منه أن يسوي بينه وبين أخيه القاسم لأنه:
ليس يوهي أخاه شدك إيا
ه بل يزيده في اشتداده
ولا يبعد أن تكون هذه الوساطة علة إعراض القاسم عنه، ومجافاته إياه تلك المجافاة التي قيل: إنها انتهت بقتله، فغير ابن الرومي لا يقدم على هذه الوساطة وهو جليس القاسم المطالب في شريعة تلك الأيام بنصرته على كل من ينافسه، ولو جاءت المنافسة من أخيه؛ إذ يرى الحزم والحكمة أن يتبع الدولة حيث كانت، وألا يعرض نفسه لغضب صاحب الحظوة من أجل أخ له مهجور ضعيف الأمل في النجاح، فاستشفاع الناس بابن الرومي لا يدل على أكثر من هذا، ولا على أكثر من أنهم أرادوه للتبليغ والتذكير، عسى أن ينبهوا غافلا ويسمعوا من لم يسمع، وقد يدل على أنه أصيب بسبب هذه الشفاعة في رزقه وحياته، كما يلوح لنا من جرائر الوساطة بين الحسن وأبيه، فأما أن تدل هذه الشفاعات على حق مرعي له عند الأمراء، وعناية منهم بأمر رزقه وصيانته في قربه وبعده؛ فذلك احتمال بعيد تناقضه أخباره وأشعاره على السواء.
وما نخال أن أحدا من ممدوحيه كان بينه وبين ابن الرومي من المؤاخاة في الأدب مثلما كان بينه وبين أبي سهل بن نوبخت سليل البيت الفلكي المعروف، فقد كانت بينهما مساجلات كثيرة تلمح فيها مخاطبة الند للند، والصديق للصديق في بعض الأبيات، فابن الرومي يغرب في مدحه فيقول:
Shafi da ba'a sani ba