Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa
ابن الرومي: حياته من شعره
Nau'ikan
وابن الرومي كذلك هو الشيخ الفاني الذي لا ينسيه هم الشيخوخة أن يتهكم بنفسه، ويحمد الله على زيغان بصره؛ لأنه بركة تجعل الشخص شخصين في نظره:
وبورك طرفي فالشخوص حياله
قرائن - من أدنى مدى - وهي فرد
هذا مثاله من سخره بنفسه، أما سخره بغيره فله في أفانينه الكثيرة ومعانيه الغريبة ما يقوم بديوان كامل، وبراعته فيه طبقة لا تعلوها طبقة في نوعها، ويندر أن يدانيها فحول الساخرين في المشرق والمغرب، فله في أحدب كان يضايقه ويترصد له أمام داره ليتطير منه:
قصرت أخادعه وطال قذاله
فكأنه متربص أن يصفعا
وكأنما صفعت قفاه مرة
وأحس ثانية لها فتجمعا
وهي براعة لا نظير لها في وصف الشكل والحركة، ولا في تضمينهما هيئة السخر التي عمل فيها الشاعر عمله المركب ليتم فيها نصيب العين والضحك والخيال، فصورة الرجل وهو يتهيأ لأن يصفع، ثم يتجمع ليتقي الصفعة الثانية هي صورة الأحدب بنصها وفصها لا يعوزها الإتقان الحسي، ولا الحركة المهينة، ولا الهيئة الزرية، ولا التأمل الطويل في ضم أجزاء الصورة بعضها إلى بعض حتى يتفق التشبيه هذا الاتفاق.
وله في معلم صبيان مغن:
Shafi da ba'a sani ba