151

Ibn Qayyim al-Jawziyyah and His Contributions to the Hadith and Its Sciences

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

Mai Buga Littafi

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

درسها ونظرها، وإنفاقًا لليله ونهاره في مطالعتها، مع ما آتاه الله - سبحانه - من قوة الذكاء، وسعة الحفظ، ونور البصيرة، ومع ما وصف به من شدة الحب للعلم كما تقدم، فانتفع لأجل ذلك كله بهذه الكتب.
وربما يكون ابن القَيِّم ﵀ قد نَسَخَ جملةً من هذه الكتب بخطه، فقد قال ابن كثير ﵀: "وكتب بخطه الحسن شيئًا كثيرًا"١. وقال ابن رجب: "وكتب بخطه ما لا يُوصَف كَثْرَةً"٢.
وقد يكون المراد بذلك: ما كتبه تصنيفًا، ولكن لا يمتنع - أيضًا - كتابته شيئًا من ذلك على سبيل النسخ، وبخاصة في مرحلة الطلب.
وعلى كل حال، فإن الذي يهمنا هو أن ابن القَيِّم ﵀ قد حصَّل من الكتب ما لم يحصله غيره، ويظهر ذلك واضحًا عند النظر في قائمة المصادر التي اعتمدها في مؤلفاته، فقد كانت تلك المصادر غزيرةً وفيرةً، وكانت - في الوقت نفسه - قيِّمة ونفيسة، مع تنوعها واختلاف فنونها٣.
وليس أدل على ضَخَامَةِ المكتبة التي خَلَّفَهَا ابنُ القَيِّم ﵀-وكثرةِ كتبها، مما حكاه الحافظُ ابن حجر: من أن أولادَ ابن القَيِّم ظلُّوا "يبيعون منها بعد موته دهرًا، سوى ما اصطفوه لأنفسهم"٤.

١ البداية والنهاية: (١٤/٢٤٦) .
٢ ذيل طبقات الحنابلة: (٢/٤٤٩) .
٣ انظر ما سيأتي من الكلام على مصادر ابن القَيِّم في كتبه ص: (٢٦٧) .
٤ الدرر الكامنة: (٤/٢٢) .

1 / 175