ونظمه أيضا ابن الهبارية المتوفى سنة 504، وسماه «نتائج الفطنة في نظم كليلة ودمنة» وهو مطبوع.
ثم نظمه ابن مماتي المصري المتوفى سنة 606، كما نظم أقساما منه عبد المؤمن بن الحسن من أهل القرن السابع، وكذلك نظمه جلال الدين النقاش من أهل القرن التاسع، وكل ذلك غير مطبوع.
ونقل كتاب كليلة ودمنة أيضا عبد الله بن هلال الأهوازي، نقله ليحيى بن خالد بن برمك في خلافة المهدي، وعارضه سهل بن هارون - أحد كتاب المأمون - بكتاب اسمه ثعلة وعفرة وكلاهما غير موجود.
ومن هنا يظهر لك مبلغ خطر هذا الكتاب والضجة التي قامت حوله والأثر الذي أثره في الأدب. (2)
كتاب الأدب الصغير: في الأدب والحكمة والمواعظ، أول من عثر عليه الشيخ طاهر الجزائري، وجده ضمن مجموعة في بعلبك فنشره في مجلة المقتبس، ثم نشر مع رسائل البلغاء، ثم طبع على حدة بتصحيح أحمد زكي باشا، والكتب لطيف الحجم رائع الأسلوب واضح المعاني، وليس كل ما فيه من الحكم من نتاج ابن المقفع؛ لأنه يقول فيه: «وقد صنعت في هذا الكتاب من كلام الناس المحفوظ حروفا فيها عون على عمارة القلوب وصقالها، وتجلية أبصارها وإحياء للتفكير ... إلخ.» ولكن له الفضل في سبكها وصوغها وإبرازها بذلك المظهر الفتان. (3)
كتاب الأدب الكبير: في الأخلاق والنصائح والآداب والحكم، ويمكن تقسيمه من حيث الموضوع إلى قسمين: الأول في السلطان والثاني في الصديق، وهو شبيه بالأدب الصغير في غايته، ولكن بعض فصوله أطول، وقد طبع بعنوان: «الدرة اليتيمة»، ويغلب على الظن أنه غيرها، ولغة ابن المقفع في الأدبين أجزل منها في كليلة ودمنة. (4)
كتاب الدرة اليتيمة: قال الأصمعي: صنف ابن المقفع كثيرا من المصنفات الحسان، منها الدرة اليتيمة التي لم يصنف في فنها مثلها، وقد ضرب أبو تمام الطائي المثل في بلاغتها بقوله للحسن بن وهب:
ولقد شهدتك والكلام لآلئ
تؤم فبكر في الكلام وثيب
فكأن قسا في عكاظ يخطب
Shafi da ba'a sani ba