97

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Inda aka buga

القاهرة

كان سيخلفه فيها ، وما الذي كان ينتفع به الإسلام منه ، أكان ما ينفع به الإسلام يعدل تلك الآثار العلمية التي خلفها وأن يكون له منزلة في السياسة تعادل تلك المنزلة العلمية التي خلفها في الأجيال ، ويكون له ذلك الخلود الذي سجلته تلك الكتب التي كتبها؟ إن الخيرة فيما اختاره الله له . وفيما اختاره للإسلام ، وسبحان من يرث الأرض ومن عليها .

١١٧ - ولكنا لا نريد أن نترك الكلام في عصر ابن حزم من غير أن نشير إلى أمرين :

أحدهما :أن احتكاك المسلمين بالنصارى في الأندلس في تلك الأيام جعله يدرس الديانات المختلفة دراسة فاحص ، ويتعرف أوجه التحريف في الديانة النصرانية ، ويجادل النصارى عن بينة ، ويعرف مصادرهم ومواردهم ، والذي يعتقدون اتصاله بدعوة المسيح الأولى عليه السلام .

الأمر الثاني : أنه من الطبيعي ألا ينظر ابن حزم نظرة إكبار إلى الأمراء الذين كانوا يستعينون بالنصارى ، أو يمدون أيديهم إليهم بالولاء يستجدونه ، أو بالإتاوة يدفعونها ، فقد كان لا محالة ينظر إليهم بازدراء ، لأنهم آثروا الدنيا على الآخرة وآثروا الذلة على العزة ، وآثروا الدنية على الدين ، ولذا كان بينهم وبينه عداوة كان من مظاهرها إحراق كتبه، وكان من مظاهرها أن جفته الديار حتى آوى إلى ضيعته التي ورثها ، فأقام فيها يدرس ويصنف ، يكتب الرسائل ويكاتب العلماء ويراسلهم ، حتى أدى مهمته ، وانتقل إلى جوار ربه .

***

97