84

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Inda aka buga

القاهرة

ولقد ذكر لنا هو في رسالته عن العلماء شيخاً تلقى عليه بعض أبوابها وهو محمد بن الحسن المذحجي، فيقول: «وأما الفلسفة فإني رأيت فيها رسائل مجموعة، وعيوناً مؤلفة لسعيد بن فتحون السرقطي المعروف بالحمار دالة على تمكنه من هذه الصناعة. وأما رسائل أستاذنا أبي عبد الله بن الحسن المنحجي المعروف بابن الكناني فمشهورة متداولة وتامة الحسن، فائقة الجودة، عظيمة المنفعة، وأما العدد والهندسة فلم يقسم لنا في هذا العلم نفاذ، ولا تحققنا به، فلسنا نثق بأنفسنا في تمييز المحسن من المقصر في المؤلفين فيه من أهل بلدنا»(١).

لقد تلقى المنطق والفلسفة على ابن الكناني هذا، ومن المؤكد أنه لم يقتصر على ما تلقاه عليه، بل قرأ واجتهد وفحص، فما كان رضي الله عنه يتقيد بشخص ولا مذهب، بل يطلب العلم أنى وجده، والحكمة يلتقطها أنى وجدها، وبذلك اجتمع له ذلك الاطلاع الواسع الذي دلت عليه كل الآثار التي خلفها للأجيال من بعده.

***

٠

(١) نفح الطيب ج ٣ ص ١٣٢ طبع القاهرة.

84