110

Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence

ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Inda aka buga

القاهرة

وحسبك أن تعلم أنها تكتب على طرازها بالذهب من الجانب الأيمن

أنا والله أصلح للمعالى وأمشي مشيتي وأتيه تيها

وتكتب على الجانب الأيسر :

وأمكن عاشقي من صفح خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها

ومع ذلك يقول المقري : وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف .

١٣٢ - ولا غرابة في أن تكون عفيفة مصونة ، ومع ذلك تقول ما تقول مما قصصنا عليك ، ومما ننزه القرطاس عن تدوينه . فإن الحياة في ذلك العصر ، كانت فيها المظاهر المتناقضة الكثيرة ، فكنت ترى قرطبة خيراً المدن إقامة الشعائر الدينية ، فيقول في ذلك المقري :

((ومن محاسنها - أي محاسن قرطبة - ظرف اللباس وتظاهر بالدين والمواظبة على الصلاة ، وتعظيم أهلها لجامعها الأعظم ، وكسر أواني الخمر حينما تقع عين أحد من أهلها عليها ، والتستر بأنواع المنكرات والتفاخر بأصالة البيت وبالجندية وبالعلم ، وهي أكثر بلاد الأندلس كتباً ، وأهلها أشد الناس اعتناء بخزائن الكتب وصار عندهم من آلات التبين والرياسة ، حتى أن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة يحتفل في أن تكون في بيته خزانة كتب وينتخب فيها ، ليس إلا لأن يقال فلان عنده خزانة كتب ، والكتاب الفلاني ليس عند غيره ، والكتاب الذي هو بخط فلان قد حصله وظفر به)) .

وقال الحضري : أقمت مرة بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيه وقوع كتاب كان لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع ، وهو بخط فصيح ، وتفسير مليح ، ففرحت به أشد الفرح . فجعلت أزيد في ثمنه ، فيرجع إلى المنادي بالزيادة على إلى أن بلغ فوق حده ، فقلت له : يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلغه إلى مالا يساوي ، فأراني شخصاً على لباس رياسة ، فدنوت منه ، وقلت له: أعز الله سيدنا الفقيه ، إن كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك ، فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده ، فقال لي: لست

110