Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Mai Buga Littafi
دار الفكر العربي
Inda aka buga
القاهرة
Bincikenka na kwanan nan zai bayyana a nan
Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
Mohammad Abu Zahraابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Mai Buga Littafi
دار الفكر العربي
Inda aka buga
القاهرة
١٠٧ - جاء في نفح الطيب ما نصه: "وقال قارلة ملك الفرنجة عندما هاجم العرب بلاده: الرأي عندي ألا تعترضوهم في خرجتهم هذه فإنهم كالسيل يحمل من يصادمه وهم في إقبال أمرهم، ولهم نيات تغني عن كثرة العدد، وقلوب تغني عن حصانة الدروع، ولكن أمهلوهم حتى تمتلئ أيديهم، ويتخذوا المساكن، ويتنافسوا في الرياسة، ويستعين بعضهم على بعض، فحينئذ تتمكنون منهم بأيسر أمر، قال: فكان والله كذلك، وصار بعض المسلمين يستعين على بعض بمن يجاورهم من الأعداء"(١).
وسواء أصحت هذه النسبة إلى عظيم الأندلس عند الفتح، أم لم تصح فإنها كانت صادقة، فإنه ما إن ذاق العرب نعيم الأندلس واستطابوا نسيمها، واستناموا إلى الراحة فيها، حتى صار بأسهم بينهم شديداً، ووقعت خلافات شديدة بينهم.
١٠٨ - والأصول في ذلك أن سكان الأندلس كانوا مزيجاً من البربر ومن العرب من قبائل شتى، ولم يكن الأمر مضبوطاً بيد حازمة من أمير ممكن، أو ذي قوة مؤزر، بل كان الولاة ضعافاً والدولة لم تكن راضية عن بعضهم، فكانت تضعف أمره فوق ضعفه، وما يكون مرضياً عنه من الدولة لا يجد منها سلطاناً يعاونه، وقوة تؤيده، حتى لقد آل الأمر إلى أن والي المغرب كان يولي من قبله على الأندلس والياً وإذا ضعف نفوذ الوالي ظهرت رؤوس الاختلاف حادة قوية، فكانت الفتن بين البربر والعرب، ثم بين العرب بعضهم مع بعض، واشتدت بين هؤلاء، فكانت الفتن بين اليمنية والمضرية على أشدها وأحدها، والقتال بينهم يقع أحياناً، ويسكنون
(١) نفح الطيب ج ٣ ص ٢٢ طبع الرفاعي.
90