Bincikenka na kwanan nan zai bayyana a nan
Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
Mohammad Abu Zahra d. 1394 AHابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
لقد كان أحمد ينهى الناس عن علم الكلام، وهو العلم الذي يتكلم في العقائد بطرق فلسفية، فكان يذم أهل الكلام، وإن أصابوا، وينهى عن تدقيق النظر في أسماء الله تعالى وصفاته.
وما كان ذلك النهي، إلا لأن هذا مسلك لم يسلكه السلف، ولأنه إن أدى إلى الصواب مرة قد يؤدي إلى الضلال، وقد يتيه العقل به في متاهات لا جدوى عند النجاة منها، وفيها الضلال البعيد إن لم تكن النجاة.
٤٤ - انصرف أحمد إلى دراساته انصراف المؤمن المطمئن، الذي يعيش في جو المؤمنين، ويرفع نفسه إلى عصر الصحابة والتابعين، ويدعو تلاميذه إلى أن ينهجوا نهجه، يدعوهم بالقول، ويدعوهم بالفعل، لقد كان هو مثالاً صالحاً للرجل السلفي المتقي، وكان في ذلك ينهج منهاج من عاشوا في مثل ما عاش، كسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك، وغيرهم ممن سنتكلم عنهم في موضعهم من بحثنا إن شاء الله تعالى:
ولقد كان يحق لذلك الورع التقي أن يعيش هادئاً مطمئناً قاراً في بيته ومسجده لا يزعجه مزعج، ولكن قد قدر لذلك الغدير الساكن المطمئن أن تلقى فيه الأحجار، فتفسد عليه اطمئنانه، وتزعجه في اعتقاده وإيمانه، قد قدر لذلك الإمام الجليل أن يمتحن أبلغ المحن، وأن يكرث في جسمه، وأن يهز اعتقاده هزاً عنيفاً، وأن يكوى جلده بالسياط، وأن يساق مقيداً مغلولاً يثقله الحديد، لا لشيء إلا لأنه لا يخوض في أمر مما كان يخوض فيه المأمون والذين ارتضاهم صفوة له من العلماء، وإنا نفصل الكلام في هذه المحنة فيما يلي:
42