Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
نقلة فقه أحمد
٥٨ كان لأحمد أصحاب كثيرون، منهم من روى الحديث عنه، ومنهم من روى الحديث والفقه، ومنهم من اشتهر برواية الفقه، وقد أحصاهم صاحب كتاب المنهج الأحمد في عدد كبير، وقارب في الإحصاء ولم يحد، ولقد قال بعد ذكر كثير منهم في بيان مراتبهم في النقل:
((ومنهم المقل عنه، ومنهم المكثر، وهم أيضا متفاوتون في المنزلة عند الإمام أحمد، والنقل عنه، والضبط والحفظ، ومن المكثيرين عنه إبراهيم الحربي، وإبراهيم بن هانئ، وولده إسحاق، وأبو طالب المشكاني، وأبو بكر المروزي، وأبو بكر الأثرم، وأبو الحارث أحمد، وإسحاق بن منصور الكوسج، وإسماعيل الشاليخي، وأحمد بن محمد الكحال، وأبو المظفر إسماعيل، وبشر بن موسى، وبكر بن محمد، وحرب الكرماني، والحسن بن نوح، والحسن بن زياد، وأبو داود السجستاني، وعبد الله وصالح، وعبد الله فوران، وعبد الملك الميموني، والفضل بن زياد، وأبو بكر بن محمد بن الحكم، والفرج بن الصباح، ومحمد بن إبراهيم، ومثنى بن جامع، ومهنى بن يحيى، وهارون الجمال، ويعقوب بن بختان، وأبو الصقر يحيى وغيرهم (١)
٥٩ - هؤلاء هم الذين ذكرهم العليمي في كتابه، ولسنا نذكر الذين نقلوا مسألة أو مسألتين، بل نذكر الذين أكثر من نقل الفقه، أو على حد تعبير مؤرخي الفقه الحنبلي الذين نقلوا المسائل، لا الذين رووا الحديث عنه فقط، وسنجد أن الذي جمع عليهم أحد علماء الطبقة الثانية، وهو أبو بكر الخلال، فهو في الفقه الحنبلي بمنزلة محمد في الفقه الحنفي، وبمنزلة سحنون في الفقه المالكي، وبمنزلة الربيع بن سليمان في الفقه الشافعي، بيد أن محمدا رضي الله عنه شاهد أبا حنيفة وأخذ عنه، وإن كان قد عول في نقله على صاحب أبي حنيفة، الأول أبي يوسف وغيره؛ إذ أن صحبته لأبي حنيفة لم تكن طويلة فقد مات، ومحمد هذا في الثامنة عشرة من عمره، وما كانت هذه السن تمكنه من أن ينقل عن الإمام نفسه تلك الثروة الفقهية العظيمة.
(١) المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد ص ٣٣٨ مخطوط بدار الكتب رقم ٤٣٢٣
174