قال الشاعر:
كثوب ابن بيض وقاهم به ... فسدَّ على السالكين السبيلا
قال الأصمعي: ابن بيض: رجل نحر بعيرًا له على ثنية فسدَّها، فلم يقدر أحد أن يجوز، فضرب به المثل فقيل: "سد ابن بيض الطريق".
وقال غير الأصمعي: ابن بيض: رجل كانت عليه إتاوة فهرب بها، فاتَّبعه مطالبه. فلما خشي لحاقه وضع ما يطلبه به على الطريق ومضى. فلما أخذ الإتاوة رجع وقال: سدّ ابن بيض الطريق، أي: منعنا من اتّباعه حين وفى بما عليه، فكأنه سد الطريق.
فكنى الشاعر عن البعير بالثوب، إن كان التفسير على ما ذكر الأصمعي، [أو]، عن الإتاوة، إن كان التفسير على ما ذكر غيره، بالثوب؛ لأنهما وقيا كما يقي الثوب.
ومن الاستعارة: اللسان يوضع موضع القول؛ لأن القول يكون به.
قال الله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ﴾، أي: ذكرًا حسنًا.
وقال الشاعر:
إني أتتني لسان لا أسرُّ بها ... من علو، لا عجب منها ولا سخر
أي: أتاني خبر لا أُسَرُّ به.