اعترفت كريستا: «إنه أمر غريب حقا.»
قالت جولييت: «أنت لا تعلمين سوى ما تفصحين به، أليس كذلك؟ أكره حتى أن أسأل هذا السؤال. أشعر بالارتباك، أشعر بالغباء. هذه المرأة قصدت أن تشعرني بالغباء، أشعر وكأنني في مسرحية كشخصية أفشت شيئا ويدير الجميع لها ظهورهم لأنهم يعرفون شيئا لا تعرفه.»
قالت كريستا: «مثل هذه الأنواع من المسرحيات لم يعد له وجود الآن. الآن ليس هناك من يعرف أي شيء، ولم تكن بينيلوبي لتأتمنني على شيء لم تأتمنك عليه؛ فلماذا تفعل وهي تعرف أنني سأخبرك بما أعرفه؟»
ظلت جولييت صامتة للحظات، ثم تمتمت في عبوس: «كانت هناك أمور لم تخبريني بها.»
قالت كريستا ولكن بدون إبداء أي عداء: «آه، يا إلهي! لا تفتحي هذا الموضوع مجددا.»
وافقتها جولييت: «حسنا، لن أفتح هذا الموضوع مجددا. أنا في حالة مزاجية سيئة، هذا هو كل ما في الأمر.» «فقط تماسكي. إن ذلك هو أحد اختبارات الأمومة. إنها لم تدعك تخوضين الكثير منها بالرغم من كل شيء. في خلال عام واحد ستكونين قد نسيت كل هذا.»
لم تخبرها جولييت أنها في النهاية لم تستطع أن ترحل بكرامة؛ فقد استدارت وصرخت في توسل وغضب. «ما الذي أخبرتك به؟»
وقد وقفت الأم شيبتون ترقبها، كما لو أنها توقعت هذا، وارتسمت ابتسامة شفقة كبيرة على شفتيها المغلقتين وهي تهز رأسها. •••
خلال العام التالي، كانت جولييت تتلقى مكالمات هاتفية، من حين لآخر، من معارف بينيلوبي، وإجابتها على استفساراتهم كانت واحدة دوما؛ وهي أن بينيلوبي قررت أن تأخذ إجازة لمدة عام، لقد سافرت، وجدول سفرها كان غير محدد على الإطلاق، ولم تكن لدى جولييت وسيلة للاتصال بها، وليس لديها عنوان يمكنها إعطاؤه لأحد.
ولم يتصل بها أحد من أصدقائها المقربين؛ مما قد يعني أن المقربين لبينيلوبي كانوا يعرفون جيدا أين هي، أو ربما هم أيضا سافروا في رحلات لبلاد أجنبية، ووجدوا وظائف في مقاطعات أخرى، وبدءوا حيوات جديدة محمومة أو محفوفة بالمخاطر للغاية في الوقت الحاضر لدرجة لا تجعلهم يسألون عن الأصدقاء القدامى. (والأصدقاء القدامى في هذه المرحلة من الحياة تعني شخصا لم تره منذ نصف عام.)
Shafi da ba'a sani ba