ثم أخبرته أنها كانت تدرك أنه عليها ألا تخبر رجلا أو صبيا بذلك؛ حتى لا يفقد اهتمامه بها على الفور. «ولأنني أحب ذلك الفرع، فقد أحببت كل ما يتعلق به، بالفعل.»
تناولا طعام العشاء معا، واحتسى كل منهما كأسا من النبيذ، ثم ذهبا إلى عربة المشاهدة حيث جلسا في الظلام بمفردهما، وقد أحضرت جولييت معطفها هذه المرة.
قال لها: «يعتقد الناس أنه لا يوجد شيء يستحق المشاهدة في الليل، لكن تطلعي للنجوم التي يمكن رؤيتها في ليلة صافية كهذه.»
لقد كانت السماء صافية بالفعل، والقمر مختفيا، أو على الأقل لم يظهر بعد، وظهرت النجوم في تجمعات كثيفة، وكانت منها الخافتة واللامعة. وشأنه كشأن أي شخص عمل فوق ظهر مركب، فقد كان على دراية بخريطة السماء، أما هي فلم تستطع أن تحدد سوى مجموعة الدب الأكبر.
قال: «ابدئي من هنا، تتبعي هذين النجمين على جانبي مجموعة الدب الأكبر في الجهة المقابلة للمقبض. هل رأيتهما؟ هذان هما المؤشران، تتبعيهما جيدا وسترين النجم القطبي.» وهكذا.
ثم عثر لها على كوكبة الجوزاء (أوريون باليونانية)، والتي قال عنها إنها من الكوكبات الأساسية في نصف الكرة الشمالي في الشتاء. أما الشعرى اليمانية فهو من أكثر النجوم لمعانا في السماء الشمالية بأسرها في مثل هذا الوقت من العام.
كانت جولييت سعيدة وهي تتلقى الدرس، ولكنها شعرت أيضا بسعادة عندما جاء دورها لتلقي الدرس هذه المرة. كان يعرف الأسماء اليونانية، لكنه لم يكن يعرف تاريخها.
أخبرته أن إينوبيون أفقد أوريون بصره، لكنه استرده مرة أخرى عندما نظر باتجاه الشمس. «أصيب بالعمى لأنه كان شديد الجمال، غير أن هيفستوس أنقذه، لكنه قتل على أي حال على يد أرتيميس، وتحول إلى كوكبة. غالبا ما يتحول أي أحد ذي شأن ويقع في مشكلة كبيرة إلى كوكبة. أين كوكبة ذات الكرسي؟»
أشار لها إلى حرف الدبليو باللغة الإنجليزية، لكنه لم يكن واضحا. «من المفترض أنها تتخذ شكل امرأة جالسة.»
قالت: «كان هذا بسبب الجمال أيضا.» «هل كان الجمال شيئا خطيرا؟» «بالطبع. لقد كانت متزوجة من ملك إثيوبيا، وكانت أم أندروميدا، وكانت تتفاخر بجمالها، وعقابا لها على ذلك نفيت إلى السماء. أليس هنا في السماء أندروميدا أيضا؟» «إنها مجرة، وبمقدورك أن تشاهديها الليلة، إنها أبعد الأشياء التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة.»
Shafi da ba'a sani ba