Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Nau'ikan
16
وهو الدعاء الذي يعبر عنده، عن كون قريش هم أهل الله، كما نعتهم العرب، لأنهم حماة بيته، ورعاة حرماته، وهو الاعتقاد الذي دفع قريشا وهي في طريقها إلى بدر أن تأتي في رحلها بأكثر الرايات قدسية؛ أستار الكعبة! (2) الوقعة
ولما أخذ العطش بالحلوق، خرج «الأسود بن عبد الأسد المخزومي» يركض مصعدا نحو حوض المسلمين لا يلوي على شيء، مقسما «أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه، أو لأموت دونه.» فخرج له حمزة بن عبد المطلب، فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض، ووقع على ظهره تشخب رجله دما ... ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه، واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض.
17
وذاهلة وقفت قريش، التي تحول حفلها من دفوف وقيان وخمر وسمر، إلى حرب ودم، فأراد «عتبة» بذات الحكمة، أن يسلك سلوك العرب، فيدعو إلى مبارزة تنهي الأمر عند حد، وتوقف نهر الدم الموشك على التدفق، بهزيمة أحد الطرفين في مبارزة عادلة، تنتهي بانسحاب المهزوم واعترافه بالهزيمة. فيروي ابن هشام «خرج عتبة بن ربيعة، بين أخيه شيبة بن ربيعة، وابنه الوليد بن شيبة، حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة، فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة، وهم عوف ومعوذ ابنا الحارث، وعبد الله بن رواحة. فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا بكم من حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.»
وبهذا النداء كانت قريش لا تزال تحسب العواقب وتتحاشى مخاطرها؛ لأن مبارزة بعض أهلهم، أمر يمكن بعد ذلك علاجه بين الأهل وبعضهم، أما مبارزة الأنصار فهي ثأر باق بين مدينتين، لا يعلم إلا الله منتهاه، وهو ما قد يقضي تماما على طريق الإيلاف المار قرب يثرب؛ واستجاب النبي الكريم لرغبة قريش فقال: «قم يا عبيدة بن الحارث، وقم يا حمزة، وقم يا علي.» فلما قاموا دنوا منهم، قالوا: «من أنتم؟» قال عبيدة: «عبيدة.» وقال حمزة: «حمزة.» وقال علي: «علي.» قالوا: «نعم أكفاء كرام.» فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة بن ربيعة، وبارز حمزة شيبة بن ربيعة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله، وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله.
18
وعقب ابن إسحق وابن كثير على التساؤل القرشي «من أنتم؟» بأنه «دليل على أنهم كانوا ملبسين لا يعرفون من السلاح.»
19
بالخوذ الحديدية، التي تخفي بداخلها الرءوس والدروع التي تغطي الأجساد.
Shafi da ba'a sani ba