Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Nau'ikan
صلى الله عليه وسلم
بهذه الآية:
وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين (الأنفال: 58). فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أنا أخاف من بني قينقاع. فسار إليهم ولواؤه بيد حمزة.
1
ومن ثم انجلت غزوة قينقاع عن هجرتهم من يثرب كأول قبائل يهود يتم إجلاؤها عن المدينة، مع استيلاء المسلمين على كراعهم وأسلحتهم وأرضهم. ولكن لأن الرياح لا تأتي عادة بما تشتهي السفن، فقد أجمعت قريش أمرها على قتل محمد، بعد أن طال حصاره لها حتى كاد يقضي عليها، وذلك في الوقعة المعروفة بوقعة أحد، التي انهزم فيها المسلمون هزيمة مريرة، أدت بالبيهقي إلى تصوير حال يثرب بعد الهزيمة بقول واضح يقول: «... وفارت المدينة بالنفاق فور المرجل.»
2
وترنحت الدولة «الطالعة»، وكان لا بد من اتخاذ عمل سريع وحاسم ودءوب لا يكل ولا يهدأ، لإصلاح ما أفسدته أحد، وذلك بضرب كل من سولت له نفسه الطمع في النيل من سلطان الدولة. ولما لم يكن ممكنا الخروج في ذلك الظرف إلى قريش، والجروح لم تزل طازجة، ومعنويات المسلمين في حضيضها، فقد اتجه السيف الإسلامي إلى اجتثاث الرءوس التي أخذت ترتفع وتتطاول على السلطان المحمدي في يثرب أو خارجها؛ ومن ثم تدحرجت رءوس عدة، منها رأس «سلام بن أبي الحقيق» المعروف بأبي رافع، و«أبي عفك عمرو بن عوف»، و«عصماء بنت مروان عقيلة بن خطمة»، و«خالد بن سفيان» سيد هذيل، و«فاطمة بنت ربيعة» زعيمة فزارة ومحل شرفها وفخرها؛ ليكون هذا المسلسل من العنف والاغتيالات والتصفية الجسدية، إعلانا عن أن السيف المحمدي وإن كسرت منه الذؤابة في أحد، فإنه ما زال قويا مقتدرا بل وعنيفا، إعلانا عن إصرار لا يتزحزح على استدامة الدولة والحفاظ على مستقبلها، ولو مع التضحية بأرواح كثيرة.
بهزيمة أحد كان لا بد من وقفة متأنية، تؤجل - مؤقتا - بعض القرارات، حتى يأتي الله بأمره، ويستعيد المسلمون - إبان ذلك التأجيل - قوتهم وتعافيهم المعنوي. كذلك دفعت الهزيمة في أحد سيد يثرب ليفصح لرءوس قريش الصلبة عن الأغراض البعيدة للدعوة؛ كي لا تتكرر مأساة أحد بهذا العنف. فهذا «أبو قتادة الأنصاري» تهزه مناظر أهله مذبوحين في أحد، ومشهد الحمزة مبقورا، فيشير بالتمثيل بجثث قتلى قريش في أحد، لكن ليرد عليه سيد الخلق
صلى الله عليه وسلم
Shafi da ba'a sani ba