202

Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Nau'ikan

نص بصحيفة المعاقل

بين بدر وأحد تتوقف سرايا المسلمين عن مداهمة طريق الإيلاف، لكن مع شن حملاتها التأديبية على القبائل، مع ظاهرة جديدة تمثلت في شرع نظام الاغتيال، باغتيال رءوس القبائل وأشراف الناس وسراتهم وحكمائهم، وبدأ تطبيق ذلك النظام باغتيال كعب بن الأشرف الذي رثى قتلى بدر شعرا، وتبعه قطع عدد من الرءوس خاصة بعد وقعة أحد.

وعند العودة الظافرة من بدر الكبرى، كان الوحي يسترسل طالبا من المسلمين اليقظة والاستعداد لقتال أعدائهم، وذلك في النص

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم (الأنفال: 60)؛ فأما عدو الله وعدو المسلمين فمعروف، وهم ملأ مكة، أما من هم أولئك الآخرون غير الملأ المكي الذين يعلمهم الله ولا يعلمهم سواد المسلمين؟ إنه ما أوضحته الأحداث التالية بنداء النبي

صلى الله عليه وسلم

لرجاله: «من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه.» وهو ما تم تنفيذه بالفعل في عدة رءوس يهودية، وهو المنحى الذي جاءت مفاصله في آيات تنسخ حرية الاعتقاد، لتنهي العمل بآيات من قبيل

لكم دينكم ولي دين (الكافرون: 6)، وتلغي الصفح الجميل والصبر الأجمل، لتؤكد معنى جديدا هو

إن الدين عند الله الإسلام (آل عمران: 19).

وهي السياسة التي ابتغت انضواء اليهود الكامل، السياسي والعقدي، تحت لواء الدولة الجديدة وسيادة مؤسسها، أو استئصال شأفتهم من يثرب. وهو الأمر الذي كان سببه الوضع الخاص جدا باليهود، كأصحاب كتاب سماوي ودستور عقدي وأيديولوجيا تاريخية موثقة، وهو ما جعلهم المنكر الديني الحي لنبوة النبي العربي، مما كان يشكل خطرا دائما وحقيقيا على الدولة الوليدة وأيديولوجيتها العربية. وهو ما صب في إعلان واضح يسفر عن الهدف، فيما جاء مرويا عن الزهري عن عروة:

نزل جبريل على رسول الله

Shafi da ba'a sani ba