Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Nau'ikan
مما يشير إلى أن مجموع المسلمين الذين خرجوا إلى أحد كان تسعمائة مقاتل، مقابل ما تخبرنا به كتب الأخبار عن عدد مقاتلي مكة الذين زادوا عن الثلاثة آلاف. وهو موقف بالمقاييس العسكرية وحدها، كان يفسر - بعقلية عسكرية كعقلية «ابن سلول» - بأنه لون من الانتحار المؤكد، وأتى واضحا في قوله: «علام نقتل أنفسنا ها هنا؟» ومن ثم نستطلع وضع الجيشين في كتب الأخبار فتقول: «حتى إذا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بالشوط من الجبانة، انخزل عبد الله بن أبي بقريب من ثلث الجيش، ومضى النبي وأصحابه وهم في سبعمائة، وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف، ومعهم مائتا فرس، جنبوها. وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل، فكان أصحاب رسول الله فرقتين؛ فرقة تقول: نقاتلهم. وفرقة تقول: لا نقاتلهم.»
9
ومن ثم فكان حال الجيش الإسلامي، كحال قريش في بدر، منقسم على نفسه ، لكنه في أحد، كان لا يشكل أكثر من ربع جيش قريش. وهي عوامل موضوعية، كانت كفيلة لمن يقرؤها أن يتنبأ بهزيمة ماحقة للمسلمين، وهو ما قرأه «ابن أبي» الذي صقلته الحروب بالحنكة العسكرية، فنصح بعدم الخروج، ثم رأى إنقاذ أتباعه فعاد بهم إزاء وقعة هي في رأيه لون من الانتحار. ولا شك أن عودته كانت من جانب آخر ضغطا على المسلمين ليتراجعوا إلى المدينة. وكان مثل ذلك الموقف كفيلا بوضع «ابن سلول» في التاريخ الإسلامي كرأس للمنافقين، وهو ما عبرت عنه عبارة ابن هشام:
فرجع بمن اتبعه من قومه، من أهل النفاق والريب.
10
وهكذا تم وصف ثلث المقاتلين المسلمين أنصار رسول الله وأخواله، بأنهم منافقون، يرتابون في نصر الله لنبيه. وربما كان ذلك الوصف الذي دمغ به ثلث المسلمين، راجعا لكون «ابن سلول» وأتباعه لم يأخذوا في اعتبارهم إلا معطيات الواقع الأرضي فقط، دون ما أنزل الله تعالى وتبارك من وعد وبشرى حيث يقول:
سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب (آل عمران: 151).
وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم *إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون *ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون *إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين *بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين (آل عمران: 121-125).
Shafi da ba'a sani ba