Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)

Sayyid Qimni d. 1443 AH
109

Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Nau'ikan

15

وعليه، فقد كان لوقع الوقعة البدرية، وما أحدثته من تغير في موازين القوى، واشتداد عود الدولة الإسلامية الطالعة وصلابته، دور أساسي في ظهور ولاءات جديدة، اعتلى فيها المحاربون الأول والسابقون، سنام الحظوة في الدولة الإسلامية، حتى تم منحهم الجنة منحا مطلقا دون اعتبارات أخرى غير مشاركتهم في الوقعة البدرية. وهو ما نجد نموذجا له في حدث خطير، بعد زمن من بدر، قبل فتح مكة بأيام، عندما أرسل «حاطب بن أبي بلتعة» رسالة تحذير إلى أهل مكة بينما كان الرسول يجهز للفتح سرا، مع امرأة ذهبت تحملها إليهم، فأرسل النبي

صلى الله عليه وسلم

في إثرها جماعة على رأسها «علي بن أبي طالب» الذي يروي قائلا:

فأدركناها تسير على بعير لها، فقلنا الكتاب؟ فقالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها والتمسنا في رحلها فلم نر كتابا، فقلنا: ما كذب رسول الله، لنخرجن الكتاب أو لنجردنك. فلما رأت أني أهويت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، أخرجته فانطلقنا به إلى رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر: يا رسول الله قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني أضرب عنقه. فقال رسول الله: أليس من أهل بدر؟ وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة وغفرت لكم. فدمعت عينا عمر رضي الله عنه وقال: الله ورسوله أعلم.

16

هذا مع نتائج أخطر على مستوى شكل الدولة الاجتماعي المقبل، كناتج لتعزيز سلطة النبي الحاكمة، وهو الأمر الذي أدى إلى تراجعات عن الأممية المطلقة، والأخوة المطلقة «المؤاخاة» التي كادت تكون مشاعا، وإلغاء نظام المؤاخاة، بعد ما حاز المهاجرون من نفل طيب، وأموال من فك الأسرى، لتطفر الدعوات الأولى للامتلاك والتبرجز، والتي بدأت ترغيبا في امتلاك كنوز كسرى وقيصر. كذلك سنرى فيما بعد، أن المشاركة في بدر كانت أساسا في الحصول على الهبات، ومقياسا للأعطيات، بعد أن اعتلى المحاربون السابقون مكانهم المتميز في الدولة، وبينما كان الباقون منهم على قيد الحياة يتحولون نحو الثراء والامتلاك، كان يتم استحضار روح الآيات المكية الأولى، التي كرست الملكية الفردية، وقدمت عقلنة واضحة للتفاوت الطبقي، من قبيل:

والله فضل بعضكم على بعض في الرزق (النحل: 71).

ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون (النحل: 75).

Shafi da ba'a sani ba