Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)

Sayyid Qimni d. 1443 AH
104

Yakin Daular Manzon Allah (Sashe na Farko)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Nau'ikan

حيث تبدي القلة استماتة في الدفاع والهجوم، تؤدي إلى النجاح ، ثم إن تلك الظاهرة معروفة في بعض سلوكيات الطفل أمام خصم أكبر منه، وفي عالم الحيوان عند الدفاع مثلا عن مجاله الحيوي ...

8

هذا بينما نجد قراءة موضوعية واعية للكاتب والمؤرخ الإسلامي «أحمد شلبي»، تطلعنا على النبي عليه الصلاة والسلام كقائد عسكري ناجح، يأخذ بأسباب الظرف الواقعي في كل خطوة، فهو - فيما يقول «الدكتور شلبي» - «إذا أراد خوض معركة، كتم سر اتجاهه الذي يسعى إليه، حتى عن أقرب الناس إليه، ليفاجئ الأعداء بهجومه. وقد روي عن كعب بن مالك أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا أراد أن يغزو غزوة ورى بغيرها. وعن أنس أن رسول الله قبيل غزوة بدر هتف بأصحابه قائلا: إن لنا هدفا، فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا. وكان إذا عقد اللواء في سرية من السرايا لأحد أصحابه، يركز اللواء في فناء المسجد ويختار بعض الأبطال، ولا يحدد المكان لأمير السرية إلا عند التحرك، وأحيانا كان يكتب له كتابا ويطويه، ويأمر بالاتجاه نحو الشمال أو نحو الجنوب مثلا، وألا يفتح الكتاب إلا في مكان يحدده، وكل ذلك حتى لا يتسرب الخبر للعدو، فيبادر بالهجوم وتفشل الخطة.

ومما عني به الرسول أنه قبل المعركة، كان يبذل كل الجهد ليتعرف على أخبار العدو، حتى يأخذ للأمر عدته، وكان له جواسيس بمكة يأتونه بالأخبار. واهتم الرسول اهتماما بالغا بتنظيم الجيش تنظيما شمل مسيرة الجيش، وترتيبه، فهو يسير بجيشه وتكون مسيرته هو في آخر الركب ... وهو يلبس للحرب لباسه وعدته، ويحمل الجيش الألوية وتنشد الأناشيد للتشجيع والحماسة، ويتخذ للجيش كلمة سر ... وكان يضع كل فرد مع أفراد قبيلته ... وقد تأثر القادة المسلمون بأقوال الرسول وفعله تأثرا كبيرا، حتى ليروى أن عليا بن أبي طالب في غزوة بدر، التقى نوفل بن خويلد فصاح نوفل بعلي: أسألك بالله والرحم أن تكف عني، أنا أخو خديجة وخال فاطمة (وهي رواية سترد في غزوة أحد في الرواية الأرجح، حيث كف عنه علي فأمره النبي بقتله. والإشارة هنا مضافة من عندنا إلى كلام الدكتور شلبي)، فقال علي : لا قرابة بين مشرك ومسلم. وقتل أبو عبيدة بن الجراح أباه، وقال له وهو يطعنه: خذها في سبيل الله.»

9 (3) نتائج بدر الكبرى

يقول «البيهقي» معقبا على غزوة بدر، وما أدت إليه من نتائج:

وأذل الله بوقعة بدر رقاب المشركين، والمنافقين، فلم يبق في المدينة منافق ولا يهودي، إلا وهو خاضع عنقه لوقعة بدر.

10

وهكذا؛ وعلى الترتيب ترتبت نتائج غزوة بدر الكبرى، فأذل الله رقاب المشركين، ولم يكن ذلهم إلا بهزيمة ماحقة، قضت على الرءوس القرشية، رجال الملأ القرشي، الأمر الذي كان عسير التصديق عند رجال عرب ذلك الزمان، حتى إن النبي عندما بعث رجاله يسبقونه ببشرى النصر إلى يثرب، ولإلقاء الرعب في قلوب المتظاهرين بالطاعة، وفي أفئدة اليهود، بهتاف ينادي «قتل فلان وفلان، وأسر فلان وفلان، من أشراف قريش.» كان الرد المتسرع من «كعب بن الأشرف» وهو غير مصدق للخبر:

إن كان محمد قد قتل هؤلاء القوم، فبطن الأرض خير من ظاهرها.

Shafi da ba'a sani ba