Yancin Dan Adam da Kimiyya: Matsalar Falsafa
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Nau'ikan
وعنى سبينوزا عناية بالغة بتوضيح الطريق أمام الحرية الإنسانية من خلال الفهم والمعرفة العلمية، ولكن ما هي الحرية؟ إنها بالضبط كحرية الرواقيين أو حرية دولة جورج أورويل الوهمية، الحرية التي هي ذاتها العبودية واللاحرية، فليست الحرية السبينوزية إلا الاندماج الواعي في الحتمية الفيزيقية الكونية، وهي تبلغ ذروتها بالحب العقلي لله الذي هو الاتحاد الكامل بالطبيعة أو بالنسق الكامل للعلم الفيزيائي الحتمي، وهي غاية لن تتحقق تماما؛ لأن الإنسان وعلمه لا يمكن أن يكتملا أبدا، وإلا أصبح إلها، في حين أنه حالة محدودة من الله أو من الطبيعة، والمصطلحان مترادفان في الفلسفة السبينوزية.
على هذا لن نبلغ أبدا ذروة الحرية ولكن يجب تتبعها باستمرار، ونحن أحرار على قدر ما لدينا، فكرة واضحة ومتميزة عن علل حالتنا الفيزيقية والعقلية، والحصول على هذه المعرفة الكافية بالعلل يتضمن بالضرورة معرفة أكثر كمالا بالطبيعة وبأنفسنا كأجزاء من الطبيعة، تحدث هذه المعرفة كلما توقفنا بالضرورة عن أن نحب ونكره الأشياء الجزئية أو أن نتأثر بها، بل سيشعر الحكيم تجاهها بالحياد العاطفي والأخلاقي؛ لأنه سيفهم ما هي عليه وكيف أنها لا يمكن أن تكون خلافا لهذا ولن يراها كعلل لمتعته فيتجنب الألم وكل ما يدعي بفضائل الزهد والتقشف، وسيدرك أنه لا يمكن أن توجد حالة أخرى بحيث إن عدم تحققها يعوق الإشباع والسعادة، وبالتالي لن يفتقد السعادة أبدا، إنه على الدوام حر سعيد، الإدراك والمعرفة هما سر هذا النوع العجيب من السعادة والحرية، وكل شيء يساعد على تقدم المعرفة يزيد منهما لذلك فهو بالضرورة خير للفرد ويجب تتبعه في سياق حفظ الذات،
9
أو الكوناتس
Conatus
الدافع الأول لسلوك الإنسان في الفلسفة السبينوزية.
حالة الحكيم السبينوزي الحر السعيد حالة مثلى لتطبيق ما أسماه ستراوسون بالاتجاهات الموضوعية التي تختفي منها أية اتجاهات تفاعلية (فقرة 15أ)، فحين ندرس الله أي العالم الطبيعي وعواطفنا بنفس الانفصال عنهما، أي بنفس الموضوعية والوضوح والدقة التي ندرس بها الدوائر والمثلثات في علم الهندسة فسنجد الحرية والسعادة والانتقال من حد العبودية إلى حد الحرية هو الانتقال من حالة المشاعر السلبية والأفكار المختلطة «الاتجاهات التفاعلية» إلى حالة المشاعر الإيجابية والأفكار الكافية «الاتجاهات الموضوعية»، ولكن أولم تكن الاتجاهات الموضوعية هي وضع للحتمية التي لا تطاق؟ وهكذا حرية سبينوزا، هي حتمية لا تطاق «والعقل عنده حر وفعال حينما، وفقط حينما، تكون الحجة صارمة والنتائج حاسمة راجعة إلى الحدود الضرورية»،
10
أي حين تكون اتباع النتيجة ضربة لازب وقضاء مبرما فيكون بدوره حرية كاملة!
وإذا تذكرنا ما أثبتناه في المدخل من طبيعة مخاتلة لسبينوزا تجعل الشقة بين مظهره وجوهره جد واسعة،
Shafi da ba'a sani ba