Yancin Dan Adam da Kimiyya: Matsalar Falsafa
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Nau'ikan
وسار جيمس في هذا الطريق حتى توصل إلى واحدية محايدة،
55
فنشر مقالا بعنوان «هل الشعور موجود؟»، يقول فيه إن العالم مادة أولية واحدة إذا استخدمنا كلمة شعور فإنها تدل على ضرب من الأداء لأعلى كيان مستقل قائم بذاته، فهناك أفكار تتصل ببعضها مكونة المعرفة، لكنها ليست من مادة تختلف عن المادة التي تتكون منها الأشياء في عالم الطبيعة المادية،
56
بهذا وضع جيمس الأساس للنظرية المعاصرة التي تسمى الواحدية المحايدة وهي النظرية التي تطورت تطورا عظيما بعده، خصوصا مع راسل، لتقضي على ثنائيات جمة، هكذا أفضت اللاحتمية بجيمس إلى النتيجة الطبيعية لها أي قهر الشيزوفرينيا.
وبعد هذا يسهل على جيمس إرساء الوجه الثاني، أي الحرية، على أساس أن «العقل يمارس نشاطه مع معطيات تجربتنا، فينتقي منها ويعدل فيها ويختزل، حسبما يتلاءم مع اختيارنا ويتفق مع ما نؤثره ونرغب فيه».
57
بهذا تصبح الحرية ظاهرة تمثل موضوعا لدراسة علمية تجريبية، أجرى جيمس مثل هذه الدراسة تحت مصطلح «الإرادة»، والإرادة هنا مثلها مثل النفس والعقل ليست ملكة مطوية في أعماق مجهولة ولا كائنة في عالم مفارق، بل هي إيجابية وفعالية، وعنصر من عناصر السلوك الإنساني تجعله متميزا بأنه حر مراد، فكانت دراسة جيمس للحرية أو الإرادة، هي دراسة الحركات المتميزة عن ردود الأفعال الأوتوماتيكية الانعكاسية بأن الفاعل ينتويها قبل أن يفعلها مع تمام العلم المسبق بما سوف تصبح عليه.
58
يجعل جيمس من الفعل المنعكس أنموذجا لكل فعل، يقول: «لا ريب أن ثمة اختلافا جوهريا بين الحركات التي تصدر عن النخاع وتلك التي تصدر عن المخ؛ ذلك أننا نستطيع أن نتنبأ تنبؤا منتظما بالحركات، حالما نعرف طبيعة المثير الخارجي، بينما تتنوع الحركات الصادرة عن المخ تنوعا يتعذر معه التنبؤ بصددها؛ لأنها ترتبط بذكريات الفرد وأفكاره، إلا أننا لو أسقطنا جدلا هذا الاختلاف بين هذين النوعين من الحركات، لتبينا أن الآلية فيهما واحدة، فهما بمثابة استجابة لإثارة تقع على الحواس من موضوع في العالم الخارجي».
Shafi da ba'a sani ba