في صغائر الذنوب، لقد حكموا للمؤمنين من الشرك بذنوب.
أو صح قول البيهسية إن المسكر إذا اتخذ من المال الحلال، فهو أحل من الماء الزلال، وإن الذنوب موضوعة عنهم في حال السكر، لقد أتوا في الدين بشيء نكر، والبيهسية تسير في المخالف بأخذ المال وقتل الغيله، وأعمال المكيدة في ذلك والحيله.
أو صح قول النجدية إن من أذنب منهم في الإيمان غير خارج، ومن أذنب من غيرهم فقد كفر بذي المعارج، لقد صيروا الذنب إيمانا، تكون من العذاب لأهلها أمانًا.
أو صح قول الأزارقة: إن المسلم بدار الكفر كافر، ليس لذنبه غافر، لقد جعلوا الإسلام كفورًا، واتباع الحق نفورًا، والأزارقة تستحل قتل الأطفال، وترى مال المخالف من الأنفال، ويحتجون بقوله تعالى: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا، إنك إن تدرهم يضلوا عبادك، ولا يلدوا إلا فاجرًا كفارًا) .
وهذه جملة من مذاهب يسيرة، وقل من يمشي بقدم غير كسيرة، وسائرها يكثر به الشرح، ويحسن الإلغاء له والطرح، فانظر إلى اختلال هذه العقائد، وضلال مقودها والقائد، فكل عروة منها انفصام، وخسر من له بها اعتصام.