{ إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا } [ مريم :93] ، وقال تعالى : { أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون } [ النحل : 48، 49] ، وقال تعالى : { أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون } [ آل عمران : 83 ] .
وقال تعالى : { سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } [ الحديد : 1 ] .
الإنسان والعبادة :
الإنسان يخضع كغيره لنظام الكون كالحياة ، والموت ، والطول ، والقصر ، والنمو ، والولادة ، وهو لايستطيع أن يختار شكله وحجمة ، ولا يستطيع أن يختار أباه أو أمه .
بينما يختلف عن غيره من الكائنات بكونه كائنا عاقلا يملك القدرة على الإختيار في الأمور السلوكيه ، لأن الله جعله مختارا في السلوكيات وأفاض عليه بنعمة العقل ، ووهبة حرية الإختيار ، فهو يستطيع أن يفعل الخير مختارا وكذلك الشر .
ونرى فارقا بين علاقة الإنسان التكوينية التي لا يستطيع أن يمتلك إختيارا فيها ، وبين علاقته السلوكية التي منحها الله الإختيار فيها فبإستطاعته أن يختار طريق العبادة التي أمر الله بها وهي طريق الخير ، وبإستطاعته أن يختار طريق الخضوع لغير الله التي هي طريق الشر ، وهو في الحالتين
مختارا مثابا على الأولى ومعاقبا على الأخرى ، قال تعالى :
Shafi 8