وقال تعالى : { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير } [ لقمان : 36] .
لقد عظم القرآن شأن الوالدين وحض على إجلالهما ومصاحبتهما بالبر والإحسان والمعروف . وذلك لما قاما به من جهود عظيمة في رعاية الأولاد والحفاظ عليهم وتحملا في سبيلهم المشاق والمتاعب ، فاضطلعت الأم بأعباء الحمل والوضع، ومشقة الرضاع ، وسهرت الليالي ، وتحملت
أعباء النظافة والعناية المستمرة .
واضطلع الأب بأعباء الجهاد في توفير وسائل العيش والراحة لأولاده ، وتحمل مشقة تأديبهم وتربيتهم ، والصبر على أذاهم .
فمن أجل ذلك كله ، قرن الله بر الوالدين والإحسان إليهما بتوحيده وعبادته مباشرة وهذا غاية في تكريمهما ، والإحسان إليهما ، كما إن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أكد في كثير من المواقف ضرورة بر الوالدين والسعي في خدمتهما في كل الأوقات ، ومهما كانت الظروف ، روى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام في أحكامه عن الإمام زيد عن آبائه عن علي عليه السلام قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فقال : ( يا أيها الناس إن جبريل أتاني فقال : يامحمد من أدرك أبويه أو أحدهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ) (1) ، وروى الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام في صحيفته قال : حدثني أبو جعفر عليه السلام قال : أدنى العقوق أف ولو علم الله شيئا أهون من أف لنهى عنه ) (2) .
Shafi 62