{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به .. } إلى أن يقول : { ... فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } [ النساء : 6065] .
كما إنه سبحانه وقد وصف اليهود والنصارى من قبل بالشرك والكفر والحيدة عن عبادة الله وحده ، واتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دونه ، لمجرد أن جعلوا للأحبار والرهبان ما يجعله الذين يقولون عن أنفسهم أنهم ( مسلمون ) لناس منهم ! واعتبر الله سبحانه ذلك من اليهود والنصارى شركا كإتخاذهم عيسى ابن مريم ربا يؤلهونه ويعبدونه سواء . فهذه كتلك خروج من العبودية لله وحدة ، وخروج من دين الله ، ومن شهادة لا إله إلا الله .
وهذه المجتمعات بعضها يعلن صراحة ( علمانيتة ) وعدم علاقته بالدين أصلا ، وبعضها يعلن أنه ( يحترم الدين ) ولكنه يخرج الدين من نظامه الإجتماعي أصلا ، ويقول : إنه ينكر ( الغيبية ) ويقيم نظامه على ( العلمية ) بإعتبار أن العلمية تناقض الغيبية ! وهو زعم جاهل لا يقول به إلا الجهال ، وبعضها يجعل الحاكمية الفعليه لغير الله ، ويشرع ما يشاء ثم يقول عما يشرعه من عند نفسه : هذه شريعة الله ! ... وكلها سواء في أنها لا تقوم على العبودية لله وحده ...
وإذا تعين هذا ، فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة : إنه يرفض الإعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها وشرعيتها في إعتباره .
Shafi 58