{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } [ الكهف : 28] ، فقال الإمام الهادي عليه السلام موضحا فساد قوله ، وزيف إعتقاده : ( وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } ، فقال : خبرونا عن هذا الذي أغفل الله قلبه عن ذكره ، هل أراد الله أن يطيعه فتوهم ، ويله وغوله إن لم يتب من الله ويحه !! إن الله تبارك وتعالى أدخله في الغفلة ، وحال بينه بذلك وبين الطاعة ، فليس كما توهم ، ألا يسمع إلى قول الله عز وجل :
{ واتبع هواه وكان أمره فرطا } ، فأخبر ، سبحانه أنه متبع في ذلك لهواه ، ضال عن رشده ، تارك لهداه ، ولو كان ذلك من الله لم يكن العبد متبعا لنفسه هواه ، بل كان داخلا لله فيما شاء وارتضى ، وسنفسر معنى الآية إن شاء الله ، والقوة بالله وله : إن الله تبارك نهى نبيه عن طاعة من أغفل قلبه ممن آثر هواه على هداه ، وأما معنى ماذكر الله سبحانه من الإغفال فقد يخرج على معنيين والحمدلله شافيين كافيين :
أحدهما : الخذلان من الله والترك لمن اتبع هواه وآثره على طاعة مولاه فلما أن عصى وضل وغوى وترك مادل عليه الهدى ، استوجب من الله الخذلان لما كان فيه من الضلال والكفران ، فغفل وضل وجهل إذ لم يكن معه من الله توفيق ولا إرشاد ، فتسربل سربال الغي والفساد .
Shafi 49