الأول : الإيمان بالفكرة وتصديقها بلا حجة ولا بصيرة وإنما لكون فلان قال بها .
الثاني : النظر في أقوال الأئمة والعلماء وفي أدلتهم واختيار القول الصائب الذي يوافق الدليل ، فالأمر الأول يعتبر من التقليد ، والثاني لا يعتبر منه لأن الناظر فيه استعان بأقوال الأئمة في إيضاح المسألة واتبع الدليل فكان على بصيرة من عبودية الإعتقاد ، وفي هذا يقول الإمام علي عليه السلام : ( إعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا ) ، فالكثرة ليست مقياسا للحق لأن الله قد ذمها في أكثر آياته ومنها قوله تعالى :
{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون } [ الأنعام : 116] ، وإذا أردنا تحقيق عبودية العقيدة تحقيقا صحيحا خاليا من التقليد فلا بد من فهمها في ضوء الآتي :
1 إستعمال العقل بإعتباره مناط التكليف ، وأدة النظر قال تعالى : { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب } [ الزمر 1718] .
ويعتبر بمثابة النور للإنسان يميز به بين الحق والباطل ، وبين الممكن والمستحيل .
Shafi 43