ويقول الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام : فكل من وصف الله بهيئات خلقه ، أو شبهه بشيء من صفاتهم أو توهمة صورة ماكان من الصور وجسما ماكان من الأجسام أوشبحا أو أنه في مكان أو أن الأقطار تحويه ، وأن الحجب تستره ، وأن الأبصار تدركه من جميع خلقه أو شيء منها ، أو أن شيئا من خلائقه يدرك شيئا مما خلق وذرأ وبرأ ومما كان أبد الأبد ، فقد نفاه وكفر به وأشرك وعبد غيره ، فافهموا وفقنا الله وكل مؤمن لإصابة الحق ، وبلوغ الصدق إن قريب مجيب ) (1) .
فلابد أن تكون عبودية الإعتقاد منطلقة من التفكر في عجائب مصنوعات الله وغرائب مخلوقاته بعيدة كل البعد عن التفكر في ذاته لأنه يقود إلى الإلحاد ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( من تفكر في المخلوق وحد ، ومن تفكر في الخالق ألحد ) (2) ، ولا بد أن تكون عبودية الإعتقاد مستقرة إستقرارا أكيدا في النفوس يشعر من خلالها الإنسان بالتوجه الكامل نحو الله تعالى بكل قواه وحركاته في الضمير والجوارح والحياة ، ويعرف أنه عبدا يعبد ربا يعبد ، ولا تتأتى هذه المشاعر إلا إذا كانت خالية عن التقليد الأعمى ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله ، والتدبر لكتاب الله ، والتهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل ، ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ، وقلدهم فيه ذهبت به الرجال من يمين إلى شمال ، وكان من دين الله على أعظم زوال ) (3) .
فالذي يقلد في أمور العقيدة شأنه شأن البهيمة العجماء يقودها صاحبها لا تدري أذاهبت إلى مرتعها أم إلى مصرعها .
والمقصود بالتقليد : إعتقاد صحة قول الغير ، بغير إعتماد على حجة أو بصيرة ولا بد من التفرقة بين أمرين حول هذا المفهوم :
Shafi 42