{ أأرباب متفرقون خير ؟ أم الله الواحد القهار! } [ يوسف : 39] ، ويقول ذاكرا فساد السماوات في حالة وجود آلهة أخرى : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون } [ الأنبياء : ] { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون } [ المؤمنون : 91] { ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون } [ الزمر : 29] ، وهكذا يفيض الله بآياته العظيمة في قرآنه المجيد وكونه الواسع العجيب الدلائل الدالة على وحدانيته وكلها شواهد ناطقة وأدلة شاهدة بأنه واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يتخذ صاحبة ولا شريكا ولا ولد سبحانه عما يصفون .
المعرفة الصحيحة حصانة من الشرك :
والآن نعود إلى واقع المسلم المقر بوجود الله تعالى ، المعترف بوحدانيته الرافض للشرك فنضع بين يديه هذه التساؤلات التي تدور في خلده ولعله من خلالها يعيد علاقته مع ربه جل وعلا بوجه أو بآخر .
كيف عرفت الله ؟
مامدى تأثير هذه المعرفة ؟
من المعروف أن معرفة الله تعالى أول واجب يجب على الإنسان وهذا أمر لا يختلف فيه إثنان ، قال تعالى : { هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد } [ إبراهيم : 52 ] ، وقال تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله } [ محمد : 19] .
عن ابن عباس أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يانبي الله علمني من غرائب العلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه ، فقال الرجل : وما رأس العلم يارسول الله ؟ ، قال : معرفة الله حق معرفته ، فقال : يارسول الله وما معرفة الله حق معرفته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن تعرفه بلا مثل ولاشبيه ، وأن تعرفه إلها واحدا فردا صمدا أولا آخرا ظاهرا باطنا لا كفؤ له ) (1) .
Shafi 39