ولما أنهى تلاوة الآيات هتفوا قائلين : نشهد أن الله هو الصانع الأعظم لكل شيء ، وأنه واحد أزلي قديم ، ليس هو الروح أو المادة ، بل هو وحده خالق الروح والمادة معا ، وخالق كل شيء ، وخالق الأزمنة والأمكنة ، وهو وحده كان قبل خلقه ، كان ولا يزال متفردا بالوجود الأبدي القادر وحده ، لا تحيط به مخلوقاته من زمان أو مكان أو سواهما ، ولا يماثل شيئا منها ولا تماثله ، بيد أن جميع مخلوقاته في قبضته وقهره وسلطانه ، وهو يحيط بها جميعا وأن محمدا عبده ورسوله ، ختم به الرسالات السماوية والوحي ، وأن الله لم يحرم أمة من الأمم من الرسالات الإلهية في زمن من الأزمان ، وأن كل جمال وخير وهدى وإنسانية وسمو وإجتماع ، جاءت على ألسنة الرسل السابقين ، هي مذخورة في خاتم الوحي الإلهي ، والقرآن المجيد ، وأن كل جمال وخير وهدى وإنسانية وسمو وإجتماع جاءت بعده ، إنما هو مصدرها وينبوعها الخالد الحي . وقد أرسل الله أنبياءه للدعوة إلى الإيمان به ، إيمانا خاليا من كل شائبة من شوائب الوثنية والشرك والتشبيه والتمثيل والحلول والإنتقال ، سائلين المولى الكريم ، أن يعفوا عنا ما مضى من عبادة سواه .
الداعية : قد عفا الله عنكم منذ الساعة التي آمنتم به وحده لأن الإسلام إليه ، يقطع جراثم عبادة مخلوقاته المادية أو الروحية المبتداة بالعدم والمنتهية إلى العدم ) (1) .
نظرة في الآلهة المزعومة:
قال تعالى : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } [ فصلت : 53] ، الله وحده هو الخالق القادر على كل شيء ، المستحق للعبادة .
Shafi 37