المحتشدون : لا . لا ، نحن لم نؤمن به ولم نذعن له ، إنما تلاميذك هؤلاء المحيطون بك ، هم الذين أعلنوا ذلك وتنادوا به .
الداعية : إن تلاميذي أرادوا أن يقربوا لكم الحقيقة ، ويكشفوا لكم ما أنتم عليه من تقاليد ووراثات وتربيات وتلقينان تنافي واقع العلم والمعرفة ، أما تعلمون أن هذه الأرض التي نعيش فيها ، وهذا الفضاء الذي تسبح فيه الأجرام المترامية في أبعاده ، وهذه الأرواح والجاذبية والمغناطيسية وكل القوى الروحية ، والملائكة والجن ... وكل ماتشاهدونه أو تقرؤون عنه من أشياء الوجود هي صنعة بين أيديكم تشاهدونها وتدركونها بحواسكم وعقولكم ، أما تدل هذه الكائنات على جلال صانعها وعظيم قدرته وأنه لا يشبهها ولا تشبهه في صفة ما ، وأنه وحده المهيمن عليها المسير لها ؟
نعم انتم تعلمون هذا كل العلم ، ومع ذلك تقولون تقليدا ووراثة إن صانعها هو بعضها كما هو معلوم لكم ...
المحتشدون : محال أن نقول : إن بعض الصنعة هو الذي صنع كل الصنعة ، بل نتحقق من طريق العلم اليقيني والمشاهدة ، أن لكل صنعة صانعا هو
سواها بلا ريب .
الداعية : لا لا ، بل قلتم ذلك ، أما فيكم من يقول : ( نؤمن بسافستري ) إله واحد ضابط الكل خالق السماوات والأرض ، وبإبنه الوحيد ( آني ) نور من نور ، مولود غير مخلوق تجسد من ( فايو ) في بطن ( مايا ) العذراء ، ونؤمن ( بغايو ) الروح المنبثق من الأب والإبن الذي هو مع الأب والإبن يسجد له ويمجد(1) ، أما فيكم من يقول : إن الله روح محض لا تحل في شيء ، ولكنها تتجلى وتشرق على من تشاء فيعبد لأجل ذلك ؟
Shafi 32