وأيا ما يفعل ربك بخلقه . فإن ذلك ما يمس أصل النسبة المقررة بين العالم وموجده العظيم ، إذا جعل المهندس بعض أحجار البيت دعائم مختفية في الطين وبعضها الآخر شرفات تعلو في الفضاء ، ظننت أن الأحجار العالية أنها قد تحولت مهندسا أو شبه مهندس .
أي سخف هذا الذي يجعل بعض الخلق شركاء في الألوهية ، لأنه منح فضل إحترام ؟
وكيف يتصور في بديع السماوات والأرض أن يكون والدا لتلك الأجساد التي ذرأها ؟ وما عيسى في جانب الملكوت الضخم:
{ وقالوا اتخذ الرحمان ولدا سبحانه ! بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } [ الأنبياء : 26،27] ، وشأن الألوهية أعز مما يهرف به الجهلة من ولادة وبنوة وإتصال وأنسال ! { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار } [ الزمر : 4] ، ولو كانت ولادة عيسى من أم فقط ، ترشحه للألوهية بصفة البنوة لكان آدم أولى منه بها ، بل لكان الملائكة المقربون أولى بذلك فهم من الملأ الأعلى ، وليس من الحمأ المسنون ، وفي هذا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
حوار حول الألوهية :
ونظرا لأهمية هذه الحوارالذي وقع في مدينة ( دلهي الهندية ) حول معرفة الصانع رأيت من المناسب ذكره :
( ذكروا أنه كان في مدينة ( دلهي ) من أرض الهند ، أحد الدعاة المسلمين ، وكانت حرفته الصياغة ، وهو كثير الحب لله ورسله وللناس جميعا يتخذ من صياغته وسيلة لجمع المال لينفقه في سبيل الدعوة إلى الله ، الصانع الأعظم لهذا الوجود بكل مافيه من مادة وقوة روحية ، وقد بلغه أن حكومة الهند ، أعلنت أنها ستقيم معرضا صناعيا وطنيا كبيرا في مدينة ( دلهي ) تدعو إليه سكان الهند وسواهم .
Shafi 27