وبالرغم من بطلان خرافة ألوهية عيسى عليه السلام وفسادها فإنها قد صادفت رواجا في العالم منقطع النظير ، خاصة في الدول التي تدعي التقدم فلذا نتناول ذلك بشيء من التفصيل من خلال كلام للشيخ محمد الغزالي قال فيه : ( لم تصادف خرافة من الرواج في العالم مثل الخرافة التي تعد عيسى إلها لهذا العالم أو شريكا فيه مع الله !! وهذه الخرافة تتسع وتضيق حسب إختلاف الأهواء والآراء ، فتارة تعتبر هذا العالم خاضعا لإشراف شركة مساهمة من الله ثم من عيسى وأمه ، والروح القدس وتارة تضيق فتعتبر هؤلاء الشركاء شعبا لحقيقة واحدة ، أو مظاهر متعددة لإله واحد على نحو يعجز العقل تصوره ، وذلك كله شرود عن الصواب وضلال كبير : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } [ المائدة : 72] ، { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد } [ المائدة : 73] .
وعيسى بشر يأكل ويشرب ويقذف من جسمه بالفضلات الحيوانية ، فكيف تنفي عنه صفة الإنسانية ، أو يزعم له ما هو فوقها ؟ ، { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون } [ المائدة : 75] .
ثم هو عبد يعنو وجهه لربه الأعلى ، ويذل في ساحته ويسمع في صمت وإقرار هذا التقرير الخطير : { قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا } [ المائدة : 17] .
Shafi 25