وحق الله في الجار : حفظه غائبا ، وإكرامه شاهدا ، ونصرته ومعونته ، وأن لا تتبع له عورة ، وأن لا تبحث له عن سوء ، فإن علمت له أمرا يخافه فكن له حصنا حصينا ، وسترا ستيرا فإنه أمانة
وحقوق الله كثيرة ، وقد حرم الله الفواحش ماظهر منها ومابطن ، فجانبوا كل أمر فيه ريبة ، ودعوا مايريب إلى مالايريب ، والسلام ) ، ففي هذه الرسالة الكثير من الحقائق الغائبة عنا وعن مجتمعاتنا ، ولقد شدد فيها الإمام زيد بن علي عليه السلام كل ما من شأنه الرقي بالإنسان إلى مستوى العبادة المطلوبة ، والعبودية الصادقة .
مخ العبادة :
ويعتبر ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده مخ العبادة ، وأساس السعادة ، وسمة عظيمة من سمات الكمال والإتصال بذي العزة والجلال ، قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون } [ البقرة : 186] ، وهو سلاح المؤمن القاطع ، وحرزه المانع ، يقول الإمام علي عليه السلام : ( الدعاء سلاح المؤمن )(1) ،وقال تعالى :
{ ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا } [ الأحزاب : 4142] .
كما أنه زاد الأنبياء وسجيتهم العظماء ، قال تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين } [ الأعراف : 205] ، وقال على لسان نوح :
Shafi 18