وحق الله على العالم في علمه : أن لا يمنعه من الطالبين ، وأن يغيث به الملهوفين .
وحق الله على المالك في ملك يده : أن لا يكلفه من العمل فوق طاقته ، وأن يلين له جانبه ، فإنما هو أخوه ملكه الله تعالى إياه ، وله حقه وكسوته ومطعمه ومشربه ، ومالا غنى به له عنه .
وحق الله في بر الوالدين : الإحسان إليهما ، والرفق بهما ، فلو علم الله شيئا هو أقل من " أف " لحرمه منهما فقال تعالى :
{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } [ الإسراء 2324 ] .
وحق الله في الأخ : أن تنصحه ، وأن تبذل له معروفك إذا كان محتاجا وكنت ذا مال ، فقد عظم الله شأن الأخ في الله عز وجل ، فأخوك في الله هو شقيقك في دينك ، ومعينك على طاعة الله عز وجل .
وحق الله تعالى على العبد في مولاه المنعم عليه :
أن يعلم أنه أنفق فيه ماله ، وأخرجه من ذل العبودية ، فهذا يجب حقه في النصيحة له ، والتعظيم لمعرفة ما أتى من الخير .
وحق الله في تعظيم المؤذنين وهو : أن يعلم العبد ماقاموا به وما دعوا إليه ، فيدعو لهم بلسانه ، ويودهم بقلبه ، ويوقرهم في نظره .
وحق الله في أئمة المؤمنين في صلاتهم : أن يعرف العبد لهم حقهم بما تقلدوه وبما قاموا به ، وأن يدعو لهم بالإرشاد والهداية ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " تخيروا الأئمة فإنهم الوافدون بكم إلى الله عز وجل " .
وحق الله في الجليس : أن تلين له كنفك ، وأن تقبل عليه في مجلسك ، وأن لا تحرمه محاورتك ، وأن تحدثه من منطقك ، وأن تختصه بالنصح .
Shafi 17