epea
في ملحمتي هوميروس أن تمثل مرادفا للفظة
muthos ، التي تعني «قول قاطع» في القصائد الهوميرية (ولكنها تعني «حبكة» في كتابات أرسطو). في كتابات أرسطو أصبحت
epea «كلمات» تشير إلى أي شيء له علاقة بالشعر السداسي التفعيلات الدكتيلية، وهو تعريف اصطلاحي خالص؛ لأن شتى صنوف النظم وضعت في قالب الوزن السداسي التفعيلات الدكتيلية، بما في ذلك قصيدة هيسيود التوجيهية/التقويمية «الأعمال والأيام»، بل الأطروحات العلمية. يفرق أرسطو بين كلمة
epea ، التي هي أعمال أدبية منظومة على الوزن السداسي التفعيلات الدكتيلية، وكلمة
tragoidia ، وتعني «الأغنية العنزية»، أي التراجيديا، حيث الوزن مختلف عن الوزن السداسي التفعيلات الدكتيلية؛ بيد أن هذا التمييز يشبه تمييزنا نحن ما بين الفيلم والرواية، أي تمييز متعلق بالوسائط وليس بالنوع. ولم تؤد مكانة هوميروس - أي دوره بصفته من عرف الهيلينية ونسبها إلى الهيلينيين - إلا لاحقا، في العصرين الهيليني والروماني، إلى معادلة طابع قصائد هوميروس بنمط نوعي من الشعر يمكن تعريفه على هذا النحو؛ فقد بدأنا نسمع عن
epikê poiêsis «الشعر الملحمي»، الذي يعني «قصيدة سردية ممتدة تستخدم لغة راقية أو مفخمة، وتحتفي بمآثر بطل أسطوري أو تقليدي.» وقد أثار استنباط فئة أدبية عامة من القصائد الهوميرية ذهولا بالغا في أوساط الباحثين الذين يذهبون إلى أفريقيا المعاصرة أو الهند أو أمريكا الشمالية بحثا عن «ملاحم شفاهية»؛ فما يعثرون عليه لا يماثل على الإطلاق القصائد الهوميرية. (6) هوميروس والأساطير
رأينا سابقا كيف استخدم أرسطو الكلمة اليونانية
muthos
بحيث تعني «حبكة»، وهي بنية ثلاثية موجودة في القصائد الهوميرية وفي التراجيديا. بيد أن «أسطورة» تعني لنا قصة تقليدية، تنوقلت عبر الزمان والمكان بالاستعانة ليس عن طريق الكتابة، وإنما بالتناقل الشفاهي. ولقد توصلنا إلى تعريفنا عبر التحليل العلمي الحديث؛ ففي دراستنا للقصائد الهوميرية نعتبر أن الأسطورة هي الإطار الذي يحتوي حكايات منقولة شفاهيا، يتشاركها الشاعر بطريقة ما مع جمهور من رجال أرستقراطيين، وإن ندر ما يستطيع الشاعر تقديمه من تفصيلات.
Shafi da ba'a sani ba