Hullar Siyara
الحلة السيراء
Bincike
الدكتور حسين مؤنس
Mai Buga Littafi
دار المعارف
Lambar Fassara
الثانية
Shekarar Bugawa
١٩٨٥م
Inda aka buga
القاهرة
وَسبعين فِي شهر رَمَضَان هَارِبا بِنَفسِهِ من أبي جَعْفَر فَنزل موضعا يُقَال لَهُ وليلى بوادي الزَّيْتُون فأجتمعت إِلَيْهِ قبائل من البربر فقدموه على أنفسهم وبنوا مَدِينَة فاس وَكَانَت أجمة شعراء وَلما احتفرت أساساتها ألفى فِي بَعْضهَا فأس فسميت بِمَدِينَة فاس وسكنها البربر فَلم تطل أَيَّامه وَهلك سنة أَربع وَسبعين وَمِائَة وَترك جَارِيَة حَامِلا مِنْهُ فَولدت بعده ابْنا سمى بِإِدْرِيس ابْن إِدْرِيس ملك بعد أَبِيه مَدِينَة فاس وطالت مدَّته وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ ومولده فِي شهر ربيع الآخر سنه خمس وَسبعين
كَذَا قَالَ الرَّازِيّ وَقد تقدم التَّنْبِيه على غلط الْقَائِل بِدُخُول إِدْرِيس الْمغرب فِي خلَافَة أبي جَعْفَر الْمَنْصُور
وَمن شعر إِدْرِيس بن إِدْرِيس يُخَاطب البهلول بن عبد الْوَاحِد المدغرى ذَاهِبًا إِلَى مُرَاجعَة طَاعَته ومحذرًا مكر إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب وَهُوَ الَّذِي كَانَ أفْسدهُ عَلَيْهِ حَتَّى قَاتله البهلول
(كَأَنَّك لم تسمع بمكر ابْن أغلب ... وَمَا قد رمى بالكيد كل بِلَاد)
(وَمن دون مَا منتك نَفسك خَالِيا ... ومناك إِبْرَاهِيم خرط قتاد)
وَكتب إِلَى إِبْرَاهِيم بن الْأَغْلَب يَدعُوهُ إِلَى طَاعَته أَو الْكَفّ عَن ناحيته ويذكره قرَابَته من رَسُول الله ﷺ وَفِي أَسْفَل كِتَابه
(أذكر إِبْرَاهِيم حق مُحَمَّد ... وعترته وَالْحق خير مقول)
(وأدعوه لِلْأَمْرِ الَّذِي فِيهِ رشده ... وَمَا هُوَ لَوْلَا رَأْيه بجهول)
(فَإِن آثر الدُّنْيَا فَإِن أَمَامه ... زلازل يَوْم للعقاب طَوِيل)
وَله يتشوق أهل بَيته
(لَو مَال صبري بصبر النَّاس كلهم ... لضل فِي روعتي أَو ضل فِي جزعي)
1 / 55