Hulal Sundusiyya
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Nau'ikan
676
وقد كان عبد الرحمن بن معاوية، أو هشام بن عبد الملك بن مروان سار إلى الأندلس في سنة تسع وثلاثين ومائة، فملكها ثلاثا وثلاثين سنة وأربعة أشهر. ثم هلك فملكها ابنه هشام بن عبد الرحمن سبع سنين. ثم ملكها ابنه الحكم بن هشام نحوا من عشرين سنة، وولده ولاتها إلى اليوم، على ما ذكرنا أن صاحبها عبد الرحمن ابن محمد. وولي عبد الرحمن في هذا الوقت فتاه الحكم، وكان أحسن الناس سيرة وأجملهم عدلا. وقد كان عبد الرحمن صاحب الأندلس في هذا الوقت المقدم ذكره غزا سنة سبع وعشرين وثلثمائة في أزيد من مائة ألف فارس من الناس، فنزل على دار مملكة الجلالقة، وهي مدينة يقال لها سمورة، عليها سبعة أسوار من عجيب البنيان، قد أحكمتها الملوك السالفة، بين الأسوار فصلان وخنادق، ومياه واسعة، فافتتح منها سورين، ثم إن أهلها ثاروا على المسلمين، فقتلوا منهم، ممن أدرك الإحصاء، وممن عرف، أربعين ألفا، وقيل خمسين ألفا. وكانت الجلالقة والوسكيد على المسلمين وآخر ما كان بأيدي المسلمين من مدن الأندلس وثغورها مما يلي الإفرنجة مدينة أربونة، خرجت عن أيدي المسلمين من مدائن الألس وثغورها سنة ثلاثين وثلثمائة، مع غيرها مما كان في أيديهم من المدن والحصون. وبقي ثغر المسلمين في هذا الوقت، وهو سنة ست وثلاثين وثلثمائة من شرقي الأندلس، طرطوشة، وعلى ساحل بحر الروم مما يلي طرطوشة آخذا في الشمال «إفراغه»
677
على نهر عظيم، ثم لاردة. ثم بلغني عن هذه الثغور أنها تلاقي الإفرنجة وهي أضيق مواضع الأندلس. وقد كان قبل الثلثمائة ورد إلى الأندلس مراكب في البحر فيها ألوف من الناس أغارت على سواحلهم، زعم أهل الأندلس أنهم ناس من المجوس،
678
تطرأ إليهم في هذا البحر في كل مائتين من السنين، وأن وصولهم إلى بلادهم من خليج يعترض من بحر أوقيانوس، وليس بالخليج الذي عليه المنارة النحاس. وأرى، والله أعلم، أن هذا الخليج متصل ببحر مانطش
679
ونيطش، وأن هذه الأمة هم الروس الذين قدمنا ذكرهم في ما سلف من هذا، إذ كان لا يقطع هذه البحار المتصلة ببحر أوقيانوس غيرهم. (7) قول القلقشندي في صبح الأعشى عن الأندلس
قال في الجزء الخامس تحت عنوان «المملكة السادسة من ممالك بلاد المغرب جزيرة الأندلس» قال في تقويم البلدان: وجزيرة الأندلس على شكل مثلث: ركن جنوبي غربي، وهناك جزيرة قادس، وفم بحر الزقاق. وركن شرقي، بين طركونة، وبين برشلونة، وهي في جنوبيه، وبالقرب من بلنسية وطرطوشة وجزيرة ميورقة. وركن شمالي بميلة إلى البحر المحيط، حيث الطول عشر درجات ودقائق، والعرض ثمان وأربعون. وهناك بالقرب من الركن المذكور مدينة شنتياقوه، وهي على البحر المحيط في شمالي الأندلس وغربيها. قال:
والضلع الأول
Shafi da ba'a sani ba