Hulal Sundusiyya
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Nau'ikan
فإذا نلت بك السماء في تلك الحضرة، فعلى من أسود فيها؟ ومن ذا أضاهي بها؟
لا رقت بي همة إن لم أكن
فيك قد أملت كل الأمل
وبعدها فكيف أفارق الأندلس، وقد علم سيدي أنها جنة الدنيا، بما حباها الله به من اعتدال الهواء، وعذوبة الماء، وكثافة الأفياء، وأن الإنسان لا يبرح فيها بين قرة عين وقرار نفس؟
هي الأرض لا ورد لديها مكدر
ولا طل مقصور ولا روض مجدب
أفق صقيل، وبساط مدبج، وماء سائح، وطائر مترنم بليل، وكيف يعدل الأديب عن أرض على هذه الصفة؟ فيا سموءل الوفاء، ويا حاتم السماح، ويا جذيمة الصفاء، كمل لمن أملك النعمة، بتركه في موطنه ، غير مكدر لخاطره بالتحرك من معدنه، متلفتا إلى قول القائل:
وسولت لي نفسي أن أفارقها
والماء في المزن أصفى منه في الغدر
فإن أغناه اهتمام مؤمله عن ارتياد المراد، وبلغه دون أن يشد قتبا ولا أن ينضي عيسا غاية المراد، أنشد ناجح المرغوب، بالغ المطلوب:
Shafi da ba'a sani ba