Hulal Sundusiyya
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Nau'ikan
مرحلة، وحصن الحنش منيع شامخ الذروة، مطل الغلوة شاهق البنية، حامي الأفنية. ومنه إلى مدينة ماردة مرحلة لطيفة، ثم إلى بطليوس مرحلة خفيفة. فذلك من قرطبة إلى بطليوس، 7 مراحل. وبشمال قرطبة إلى حصن «ابال» مرحلة، وهو الحصن الذي به معدن الزيبق، ومنه يتجهز بالزيبق والزنجفر إلى جميع أقطار الأرض، وذلك أن هذا المعدن يخدمه أزيد من ألف رجل، فقوم للنزول فيه وقطع الحجر، وقوم لقطع الحطب لحرق المعدن، وقوم لعمل أواني لسبك الزيبق وتصعيده، وقوم لشأن الأفران والحرق. قال المؤلف: وقد رأيت هذا المعدن فأخبرت أن من وجه الأرض إلى أسفله نحو من مائتي قامة وخمسين قامة.
473
ومن قرطبة إلى أغرناطة 4 مراحل وهي مائة ميل. وبين أغرناطة وجيان 50 ميلا وهي مرحلتان.
وأما بحر الشام الذي عليه جنوب بلاد الأندلس، فمبدأه من الغرب، وآخره حيث أنطاكية، ومسافة ما بينهما 36 مجرى. فأما عروضه فمختلفة، وذلك أن مدينة مالقة يقابلها من الضفة الأخرى «المزمة» و«قادس» وبينهما عرض البحر مجرى يوم واحد بالريح الطيبة المعتدلة. وكذلك «المرية» يوازيها في الضفة الأخرى «هنين» وعرض البحر بينهما مجريان. وكذلك أيضا مدينة «دانية» يقابلها من الضفة الأخرى «تنس» وبينهما 3 مجار. وكذلك مدينة برشلونة تقابلها من عدوة الغرب الأوسط «بجانة» وبينهما 4 مجار في عرض البحر، والمجرى مائة ميل.
وأما جزيرة «يابسة» فإنها جزيرة حسنة كثيرة الكروم والأعناب، وبها مدينة حسنة صغيرة متحضرة، وأقرب بر إليها مدينة دانية، وبينهما مجرى. وفي شرقي جزيرة يابسة جزيرة ميورقة،
474
وبينهما مجرى، وبها مدينة كبيرة، لها مالك وحارس ذو رجال وعدد وأسلحة وأموال، وبالشرقي منها أيضا جزيرة مينورقة تقابل مدينة برشلونة، وبينهما مجرى، ومن مينورقة إلى جزيرة سردانية 4 مجار. فهذا ما أردنا ذكره. (4) ما قاله عن إقليم الأندلس: أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب»
ذكر الأقاليم السبعة التي كان الجغرافيون الأولون يقولون بها، فذكر الأندلس في الإقليم الثالث فقال: الإقليم الثالث حده منتهى أرض الحبشة، مما يلي أرض الحجاز، إلى نصيبين، إلى أقصى الشام، إلى البحر الذي بين أرض مصر وبين الشام إلى وسط البحر الذي يلي الأندلس مما يلي المغرب.
ثم ذكر معرفة قسمة الأقاليم لبطليموس فقال: فأما بطليموس وقدماء اليونانيين فإنهم رأوا أن طباع الأقاليم وجبلتها لا تكون إلا طرائق من المشرق إلى المغرب، متجاورة بعضها إلى بعض، من خط الاستواء إلى حيث يقع القطب الشمالي، خمسين درجة، وهو ضعف الميل وزيادة جزءين وكسر، وقد حد في قانونه عرض كل إقليم منها وساعات نهاره الأطول، على وسطه دون طرفيه، بقول من نقل عنه، فجعل وسط الإقليم الأول مدينة سبأ بمأرب من أرض اليمن، وجعل العرض ستة عشر جزءا وربعا وخمسا، وساعات نهاره الأطول ثلاثة عشر سواء، وعرض الإقليم الثاني منتهى الميل، وهو ثلاثة وعشرون جزءا وخمسة أسداس، وساعات نهاره الأطول ثلاث عشرة ونصف، والثالث إقليم إسكندرية، وعرضه ثلاثون جزءا وسدس وخمس جزء، وساعاته أربع عشرة، والرابع إقليم بابل، وعرضه ستة وثلاثون جزءا وعشر، وساعات نهاره الأطول أربع عشرة ونصف. والإقليم الخامس عرضه أربعون جزءا، وتسعة أعشار، وثلث عشر ساعة، وساعاته خمس عشرة ساعة والإقليم السادس عرضه خمسة وأربعون جزءا ونصف وسدس عشر، وساعات نهاره الأطول خمس عشرة ساعة ونصف، والإقليم السابع عرضه ثمانية وأربعون جزءا ونصف وثلث عشر، ونهاره الأطول ست عشرة ساعة. وقد حد أقاصيها وأدانيها وبعض ما تشتمل عليه من البلاد المشهورة فقال: إن الإقليم الأول يمر على وسطه من المشرق إلى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما ذكرناه وابتداؤه حيث يكون نهاره الأطول اثنتي عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة، وعرضه اثنا عشر جزءا ونصف. وانتهاؤه حيث يكون نهاره الأطول ثلاث عشرة ساعة وربعا وعرضه عشرين جزءا وربعا، ووسط هذا الإقليم مدينة سبأ، وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض، وابتداؤه من المشرق من أقاصي بلاد الصين الخ.
ولما وصل إلى الإقليم الرابع قال: ويمر الإقليم الرابع على وسطه من المشرق إلى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قد ذكرناه، وابتداؤه من الموضع الذي انتهت إليه ساعات الإقليم الثالث، وعرضه إلى حين يكون نهاره الأطول أربع عشرة ساعة وثلاثة أرباع ساعة، وعرضه ثمانيا وثلاثين درجة. ووسط هذا الإقليم بالتقريب مدينة أصبهان من مواضع، وابتداؤه من المشرق آخر أرض الصين وتبت وبلخ وخراسان والجبال وأرض الموصل وشمال الشام، وبعض الثغور، وبحر الشام وجزيرة قبرص، وبلاد طنجة، إلى أن ينتهي إلى حد المغرب من دون البحر المظلم. ويمر الإقليم الخامس على وسطه من المشرق إلى المغرب على المواضع التي يكون نهارها الأطول وعرضها ما قدمنا ذكره. وابتداؤه من الموضع الذي انتهى إليه عرض الإقليم الرابع، ساعاته إلى حيث يكون نهاره الأطول خمس عشرة ساعة وربعا وعرضه ثلاث وأربعون درجة، ووسط هذا الإقليم بالتقريب مدينة مرو، وما كان في مثل عرضها من مواضع الأرض. فابتداؤه من المشرق داخل بلاد الترك وشمال خراسان وأذريبجان وكور أرمينية وبلاد الروم وسواحل بحر الشام الشمالية والأندلس إلى أن ينتهي إلى حد المغرب من دون البحر المظلم.
Shafi da ba'a sani ba