وفسدوا في الارض وعبدوا الاوثان من دون الله ، ولم يمتثلوا ويطيعوا النبي هود عليه السلام الذي ارسله الله لهم ليهديهم من ضلالتهم فلم يهتدوا عند ذلك غضب الله عليهم.
فلما غضب الله عليهم سلط عليهم الريح العقيم وانما سميت عقيم لانها تلقمت بالعذاب ، وعقمت عن الرحمة وطحنت تلك القصور والحصون والمدائن والمصانع حتى عاد ذلك كله رملا ودقيقا تسفيه الرياح.
وكانت تلك الريح تدفع الرجال والنساء فتهب بهم صعدا ثم ترمي بهم في الجو فيقعون على رؤوسهم منكسين ، واستمرت الريح تعصف عليهم سبع ليالي وثمانية ايام حسوما ، فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية ، وكانت الريح تقصف الجبال كما تقصف المساكن فتطحنها ثم تعود رملا دقيقا.
وكانت عاد ثلاثة عشر قبيلة.
وكانوا يسلخون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبال الذي يسلخونه من اسفله الى اعلاه ، ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها ، ثم يبنون القصور عليها ، وعلى هذا سميت ذات العماد .
وانه لم يكن امة اكثر من قوم عاد ولا اشد منهم بطشا وفسادا ، فلما راوا الريح قد اقبلت عليهم قالوا لهود :
اتخوفنا بالريح؟ فجمعوا ذراريهم واموالهم في شعب من تلك الشعاب ، ثم قاموا على باب ذلك الشعب يردون الريح ويمنعونها عن اموالهم واهاليهم ، حسب اعتقادهم يتمكنون من منع الريح من دخول الشعب فدخلت الريح من تحت ارجلهم بينهم وبين الارض حتى قلعتهم فهبت بهم صعدا ، ثم رفعتهم في الجو ، ثم رمت بهم الريح في البحر.
وسلط الله عليهم الذر فدخلت في مسامعهم ، وجاءهم من الذر مالا يطاق
Shafi 75