251

فلا عجب من ذلك ، فان حياة الانبياء والائمة الاطهار عليهم السلام مملوءة بالعجائب والمعاجز الربانية.

واما الشخص الآخر الذي عنده علم من الكتاب هو « آصف بن برخيا » وزير سليمان وابن اخته ، الذي كان عارفا بالاسم الاعظم ، الاسم الذي يخضع له كل شيء ، ويمنح الانسان قدرة خارقة للعادة :

فلما نطق آصف بالاسم الاعظم انشقت الارض وظهر عرش بلقيس امام سليمان ومن كان معه جالسا ، فأمر سليمان ان يوجدوا تغييرات فيه ، من قبيل تبديل بعض علاماته ، من اجل ان يختبر عقل ملكة سبأ وذكائها ، هل تعرفه ام لا؟

فلما جاءت الملكة قيل لها : ( اهكذا عرشك قالت كأنه هو ... ) (1) . اجابت جوابا دقيقا ، لا انكار فيه ولا تصديق كأنه هو

وبعد ذلك التفتت الى سليمان وقالت له : اذا كان مرادك من هذا الاعجاز او من هذه المعجزة ان نؤمن بك ونصدقك ، فانا كنا مؤمنين حتى قبل رؤية هذا الأمر الخارق للعادة !

وهكذا فان سليمان منعها من عبادة الاصنام وعبادة غير الله تعالى ، فأسلمت ، وخطت خطوة جديدة من الحياة المملوءة بنور الايمان واليقين.

قامت الملكة لتدخل القصر الذي هيئه لها سليمان وكان قد امر ان تصنع في احدى ساحات القصر من قوارير ، وان يجري الماء من تحتها.

فلما وصلت الملكة الى ذلك المكان ، وارادت ان تدخل حسبته ماء ، فرفعت ثيابها وكشفت عن ساقيها ، ولكن سرعان ما قال لها سليمان : ( انه صرح

Shafi 269