Hukm al-Samaa
حكم السماع
Editsa
حماد سلامة
Mai Buga Littafi
مكتبة المنيار
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1408 AH
Inda aka buga
الأردن
Nau'ikan
يفعله على وجه العبادة. قال: هذا منكر. كما روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ((أن رسول الله ﷺ رأى رجلاً قائماً في الشمس. فقال: من هذا؟ قالوا: هذا أبو إسرائيل يريد أن يقوم في الشمس، ولا يقعد، ولا يستظل، ولا يتكلم. فقال النبي ﷺ: مروه فليتكلم، وليجلس، وليستظل وليتم صومه))(١)؛ فهذا لو فعله لراحة، أو غرض مباح لم ينه عنه؛ لكن لما فعله على وجه العبادة نُهي عنه.
وكذلك لو دخل الرجل إلى بيته من خلف البيت، لم يحرم عليه ذلك، ولكن إذا فعل ذلك على أنه عبادة. كما كانوا يفعلون في الجاهلية: كان أحدهم إذا أحرم لم يدخل تحت سقف، فنهوا عن ذلك، كما قال تعالى: ﴿وليس البرُّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها. ولكنَّ البرَّ من اتَّقى. وأتُوا البيوتَ من أبوابها﴾(٢) فَبَّيَّنَ سبحانه أن هذا ليس ببر، وإن لم يكن حراماً، فمن فعله على وجه البر والتقرب إلى الله كان عاصياً، مذموماً، مبتدعاً، والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن العاصي يعلم أنه عاص فيتوب، والمبتدع يحسب أن الذي يفعله طاعة فلا يتوب.
ولهذا من حضر السماع للعب واللهو لا يعده من صالح عمله، ولا يرجو به الثواب؛ وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى فإنه يتخذه ديناً، وإذا نُهي عنه كان كمن نُهي عن دينه، ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحرم نصيبه من الله تعالى إذا تركه. فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من أئمة المسلمين: إن اتخاذ هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى أمرٌ مباح؛ بل من جعل هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو ضال، مفتر، مخالف لإجماع المسلمين. ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه، ولم ينظر إلى فعل العامل ونيته كان جاهلاً متكلماً في الدين بلا علم.
(١) سبق تخرجه ص ٦٤.
(٢) الآية ١٨٩ من سورة البقرة.
83