20

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Bincike

حماد سلامة

Mai Buga Littafi

مكتبة المنيار

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1408 AH

Inda aka buga

الأردن

النبي ﷺ فسمع صوت زمارة راع، فعدل عن الطريق، وقال: هل تسمع؟ هل تسمع؟ حتى انقطع الصوت(١).

فإن من الناس من يقول: بتقدير صحة هذا الحديث، لم يأمر ابن عمر بسد أذنيه. فيجاب بأنه كان صغيراً، أو يجاب بأنه لم يكن يستمع، وإنما كان يسمع. وهذا لا إثم فيه. وإنما النبي ﷺ فعل ذلك طلباً للأفضل والأكمل، كمن اجتاز بطريق فسمع قوماً يتكلمون بكلام مُحَرَّم فَسَدَّ أُذُنيه كيلا يسمعه، فهذا حسن، ولو لم يسد أذنيه لم يأثم بذلك. اللهم إلا أن يكون في سماعه ضرر ديني لا يندفع إلا بالسد.

[هل يُتخذُّ السماع طريقاً إلى الله؟]

و ((بالجملة)) فهذه (مسألة السماع) تكلم كثير من المتأخرين في السماع: هل هو محظور؟ أو مكروه؟ أو مباح؟ وليس المقصود بذلك مجرد رفع الحرج، بل مقصودهم بذلك أن يتخذ طريقاً إلى الله يجتمع عليه أهل الديانات لصلاح القلوب، والتشويق إلى المحبوب، والتخويف من المرهوب، والتحزين على فوات المطلوب، فَتُسْتَنْزل به الرحمة، وتُستجلب به النعمة، وتُحرك به مواجيد أهل الإِيمان، وتستجلى به مشاهد أهل العرفان، حتى يقول بعضهم: إنه أفضل لبعض الناس أو للخاصة من سماع القرآن من عدة وجوه؛ حتى يجعلونه قوتاً للقلوب، وغذاء للأرواح، وحادياً(٢) للنفوس، يحدوها إلى السير إلى الله، ويحثها على الإقبال عليه.

ولهذا يوجد من اعتاده، واغتذى به لا يحن إلى القرآن ولا يفرح به. ولا

(١) رواه: أحمد في مسنده ج ٢ ص ٨ مع اختلاف يسير في اللفظ، ورواه أبو داود في كتاب الأدب باب كراهية الغناء والزمر ج ٥ ص ٢٢٢، قال أبو علي اللؤلؤي سمعت أبا داود يقول: هذا حديث منكر انظر سنن أبي داود ج ٥ ص ٢٢٢ ومختصر سنن أبي داود للحافظ المنذري ج ٧ ص ٢٣٨.

(٢) حادياً: سائقاً. (لسان العرب لابن منظور ج ١٤ ص ١٦٨).

20