Hukar Muhtal Amriki Mai Girma
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Nau'ikan
حين خرج هوكر كانت الدقيقة ال 40 قبل العاشرة، وبعد نحو 10 دقائق قرع باب مس كروس ففتح البواب، فقال الطارئ: قل لمس كروس: هنا المستر جان شفلر، يريد مقابلتك.
قال البواب: أين هو يا مستر هوكر؟
فقال: هل أنت أيضا تحسبني المستر هوكر؟! ألم نخلص بعد من هذه الشبهات؟!
فضحك البواب، وقال: أتظن أن تغيير ثوبك وخشونة صوتك يخفيان حقيقتك عني؟! لا أنساك في عشر دقائق إن كنت قد نسيتك في الماضي. - تعني أن هوكر كان هنا منذ عشر دقائق؟ - تعني أنك تتجاهل أنك كنت هنا منذ عشر دقائق؟ - إنك لبليد على ما أرى، قل لمس كروس ما قلته لك؛ إذ لا جلد لي على مجادلتك.
فامتعض الخادم، وقال: ماذا أقول لها؟ - قل لها إن المستر شفلر يريد مقابلتك. - أين هو شفلر؟ - أنا هو. - أنت هو؟ - قلت لك لا تبطئ. اذهب أخبرها أني أود مقابلتها لأمر يهمها، أو خذ ادفع لها هذه البطاقة.
فصعد الخادم ودفع لها بطاقة جان شفلر، فتأملتها مستغربة، وقالت: المستر شفلر هو الذي يطلب مقابلتي؟! - كذا يقول يا سيدتي - استدعه إلى هنا.
وفي هنيهة كان شفلر جالسا لدى مس إيفا كروس، وهي تتأمله مستغربة صنيعة الخالق في خلق اثنين متشابهين، وكانت تود أن يكون هوكر موجودا لكي تقابلهما، وتتحقق الفروق الدقيقة بينهما، وحاولت أن تجد موضع النقطة السوداء التي في عنق هوكر، حاولت أن تجد موضعها في عنق شفلر لترى بدلها البياض الغادي، ولكن شفلر كان مطوقا بطوق (ياقة) عريض فلم تنظر الموضع المقصود.
ولما استوى شفلر في مكانه جيدا قال: بلغني يا مس كروس أن المستر هوكر زارك الليلة.
فخفق فؤاد إيفا، وقالت: هوكر؟! - نعم، هوكر زارك الليلة. - كيف تعرف إن كان هوكر أو غيره زارني؟! - عندي جواسيس. - بأي حق تقيم جواسيس علي أو على منزلي؟! - لست عليك أقيم جواسيس يا مس كروس ولكن على هوكر، وقد علم جواسيسي أنه جاء إليك منذ قليل. - وهب الأمر كما تقول؛ فماذا شأنك؟! - أود أن تخبريني أين هو أو بالأحرى كل ما تعرفينه عنه. - أنا حرة أن أقول أو لا أقول. - إذن تقرين أنك تعرفين شيئا عن هوكر. - وأنا حرة أن أقول إني أقررت أو لم أقر، أو أقول إني أعرف أو أجهل. - نعم يا سيدتي! أنت حرة أن تقولي أو تكتمي، وأنا حر أن أبلغ إدارة البوليس ما أريد، وحر أن أقيم الجواسيس عليك وعلى منزلك، وأعلم بكل حركة تأتينها حتى أهتدي على هوكر، وأعلم سر علاقتك به.
فخفق قلب إيفا هلعا، ولكنها تشددت، وقالت: أنت تهينني يا مستر شفلر. - أنت تجرين الإهانة إليك يا مس كروس، أنت تعلمين كما يعلم الناس أن هوكر اختلس منك ومن أفلن ومن بكاروف، فكتمانك ما تعرفينه عنه يلقي الشبهة عليك، ويحمل على الظن أن لك علاقة سرية معه. - الرجل لم يختلس منك ريالا؛ فلماذا تهتم بالبحث عنه؟! دعه؛ فلا بد أن يكون مسكينا. - ولكنه مختلس اسمي وشكلي، ويفعل بهما ما يشاء من الموبقات، والمصيبة تقع علي. - وما أدرانا أنك أنت لا تختلس اسمه وشكله ولا تفعل بهما الموبقات والمصيبة تقع عليه؟! - هل تتهمينني هذه التهمة يا مس كروس؟! - كل شيء ممكن في الوجود، وإذا كنت لا تستحي أن تتهمني أني ممالئة لهوكر، فلا أستحي أن أتهمك أنك تفعل الشرور باسمه. - إذا كان بريئا؛ فلماذا يختفي؟ لماذا لا يظهر ليثبت براءته؟! - لأنك برأت نفسك في حين كان متغيبا، وألقيتم التهمة عليه وجعلتم تطاردونه. - إذن تعتقدين حضرتك أن هوكر بريء من التهم التي ثبتت عليه؛ ولهذا تساعدينه على التخفي! - لم أقل كذلك. - يكفي أن أبلغ إدارة البوليس أنك تعرفين مقره، ويكفي أن أقيم جواسيس على كل من يتصل بك فنهتدي إليه.
Shafi da ba'a sani ba